Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 18-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَأَصْبَحَ فِي ٱلْمَدِينَةِ خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } ؛ أي أصبحَ مِن عند ذلك اليوم في تلك المدينة التي فَعَلَ فيها ما فعلَ خائفاً على نفسهِ من فرعون وقومهِ { يَتَرَقَّبُ } أي ينظرُ عاقبةَ أمرهِ ، والتَّرَقُّبُ : انتظارُ المكروهِ ؛ أي ينتظرُ سوءاً ينالهُ منهم ، { فَإِذَا } ؛ ذلكَ الإسرائيليُّ ، { ٱلَّذِي ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } ؛ أي يستغيثهُ على رجلٍ آخر من القِبْطِ ، { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } ؛ أي ضَالٌّ عن طريقِ الحقِّ بَيِّنُ الجِدَالِ ، يقاتلُ مَن يقاومهُ ، وقد قتلتُ أمس في سبَبكَ رجُلاً ، وتدعونِي اليومَ إلى آخرَ . ُثُم أقبلَ موسى وهمَّ أن يبطُشَ الثانيةَ بالقبطيِّ ، ظَنَّ الإسرائيليُّ أنه يريدُ أن يبطشَ به لقولهِ { إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } فقال الإسرائيليُّ : يا موسى أتريدُ أن تقتُلَني كما قتلتَ نفساً بالأمس ؟ ولَم يكن أحدٌ مِن قومِ فرعون عَلِمَ أنَّ موسى هو الذي قَتَلَ القبطيَّ حتى أفشَى عليه هذا الإسرائيليُّ ، وسَمع القبطيُّ ذلك فأتَى فرعونَ فأخبرَهُ ، وذلك معنى قولهِ تعالى : { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ } ؛ وكان أيضاً هذا القبطيُّ الثانِي سَخَّرَ الإسرائيليَّ يحمِلُ عليه حَطباً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي ٱلأَرْضِ } ؛ أي ما تريدُ إلاَّ أن تكون قَتَّالاً في أرضِ مصرَ بالظُّلم . قال الزجَّاجُ : ( الْجَبَّارُ فِي اللُّغَةِ : الَّذِي لاَ يَتَوَاضعُ لأَمْرِ اللهِ ، وَالْقَاتِلُ بغَيْرِ حَقٍّ جَبَّارٌ ) . وقولهُ تعالى : { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } ؛ أي مِن الذين يأمُرونَ بالمعروفِ ويَنْهَوُنَ عن المنكرِ . فلمَّا سَمع القبطيُّ مقالةَ الإسرائيليِّ عَلِمَ أنَّ موسى هو الذي قَتَلَ القبطيَّ بالأمسِ ، ولَم يكن أحدٌ عَلِمَ ذلكَ قَبْلَ هذا فانطلقَ القبطيُّ فأَخبرَ فرعون ، فأرسلَ فرعونُ إلى أولياءِ المقتول أنِ اقتُلُوا موسَى .