Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 32-32)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ } ؛ أي أدْخِلْهَا في جيبكَ ، { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ } ؛ لَها شعاعٌ كشُعَاعِ الشَّمسِ ، { مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } ؛ أي من غيرِ بَرَصٍ ، { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ } ؛ أي ضَعْ يدكَ على صدركَ ليسْكُنَ ما بكَ من الفزعِ ، فتصيرَ آمِناً مما كنتَ تخافهُ ، وهذا لأنَّ من شَأْنِ الْخَائِفِ أن يرتعدَ ويقلق فيكون ضَمُّ يدهِ إلى نفسهِ في معنى السُّكون . قال مجاهد : ( كُلُّ مَنْ فَزَعَ فَضَمَّ جَنَاحَيْهِ إلَيْهِ ذَهَبَ عَنْهُ الْفَزَعُ ، وَقَرَأ هَذِهِ الآيَةَ ) . وَجَناحُ الإنْسَانِ : عَضُدُهُ ، ويقالُ : اليدُ كلُّها جَنَاحٌ . وقال بعضُهم : معنى قولهِ { وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ } أي سَكِّنْ رَوْعَكَ ، وضَمُّ الجناحِ هو السُّكون ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ } [ الإسراء : 24 ] يريدُ الرِّفْقَ ، وكذلك قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 215 ] أي ارْفِقْ بهم ، وألِنْ جناحَكَ بهم . وقال الفرَّاء ( أرَادَ بالْجَنَاحِ الْعَصَا ) . وقولهُ تعالى { مِنَ ٱلرَّهْبِ } وقُرئ ( مِنَ الرَّهَب ) أيضاً وهما لُغتان مثل الرُّشْدِ والرََّشَدِ ، ويقالُ : إنَّ قوله ( مِنَ الرَّهْب ) متَّصلٌ بقولهِ ( مِنَ الآمِنِيْنَ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ } ؛ يعني اليدَ والعصا حُجَّتَانِ مِن الله لِمُوسَى على صدقهِ ، والمعنى : هما حُجَّتَانِ من ربكَ أرسلناكَ بهما { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ } ؛ أي أشرافِ قومه ، { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } ؛ أي خَارجِين عن طاعةِ الله تعالى ، " وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بتشديد النون " وقرأ الباقونَ بالتخفيف . قال الزجَّاج : ( التَّشْدِيْدُ تَثْنِيَةُ ذلِكَ ، وَالتَّخْفِيْفُ تَثْنِيَةُ ذاكَ ) .