Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 117-117)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وَجَلَّ : { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ } ؛ معناهُ : مَثَلُ ما ينفقُ اليهودُ في اليهوديَّة على رؤسائِهم وعلمَائهم ، وما ينفقُ أهلُ الأوثانِ على أصنامِهم في تظاهُرهم على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وإهلاكِهم مالَ أنفسِهم { كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا } بَرْدٌ شَدِيْدٌ . ويقال : الصِّرُّ : صَوْتُ لَهَب النَّار الَّتِي تُحْرِقُ الزَّرْعَ ، وقيل : الصَّرُّ : ريحٌ فيها صوتٌ ونارٌ . قوله تعالى : { أصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ } أي زرعَ قومٍ ظَلَمُوا { أَنْفُسَهُمْ } بالكفرِ والمعصيةِ . ومنعِ حقِّ اللهِ عليهم { فَأَهْلَكَتْهُ } أي أحْرَقَتْهُ الريحُ فلم ينتفعوا منهُ بشيءٍ في الدُّنيا ، كذلك مَن ينفقُ في غيرِ طاعَة الله لا ينتفعُ بنفقتهِ في الآخرَة ، كما لا ينتفعُ صاحبُ هذا الزَّرعِ مِن زَرْعِهِ في الدُّنيا . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ } ؛ بإهلاكِ زَرْعِهِمْ ؛ { وَلَـٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ؛ بمَنْعِ حقِّ الله فيه وكفرِهم ومعصيتهم .