Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 151-151)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ بِمَآ أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } ؛ قالَ السُّدِّيُّ : ( ارْتَحَلَ أبُو سُفْيَانَ وَالْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ مُتَوَجِّهِيْنَ نَحْوَ مَكَّةَ ، فَلَمَّا بَلَغُواْ بَعْضَ الطَّرِيْقِ نَدِمُوا ؛ وَقَالُواْ : بئْسَ مَا صَنَعْنَا ؛ قَتَلْنَاهُمْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إلاَّ الْيَسِيْرَ ثُمَّ تَرَكْنَاهُمْ ، ارْجِعُواْ فَاسْتَأْصِلُوهُمْ . فَلَمَّا عَزَمُواْ عَلَى ذلِكَ ؛ ألْقَى اللهُ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِهِمْ حَتَّى رَجَعُواْ عَمَّا هَمُّوا بهِ - وستأتِي هذه القصةُ بتمامها إنْ شاءَ اللهُ تعالى - فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ ) . وقرأ أبو أيُّوب : ( سَيُلْقِي ) بالياء يعني ( اللهُ مَوْلاَكُمْ ) . وقرأ الباقون بالنُّون على التَّعظِيْمِ ؛ أي سَنَقْذِفُ في قلوب الذين كفروُا الخوفَ ، وَثَقَّلَ ( الرُّعْبَ ) ابن عامرٍ والكسائيُّ ، وخفَّفه الآخرون . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بِمَآ أَشْرَكُواْ بِٱللَّهِ } بإشراكِهم بالله ما لَمْ يُنَزِّلْ به كتاباً فيه عذرٌ وحجَّةٌ لَهم . وقيل : معنى قولهِ { سُلْطَاناً } أي حُجَّةً وبيَاناً وبُرهَاناً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَىٰ ٱلظَّالِمِينَ } ؛ أي مصيرُهم في الآخرةِ النارُ ، وبئس مقامُ الظالمين النارَ في الآخرةِ . وروي في الخبر : " أنَّ أبَا سُفْيَانَ صَعَدَ الْجَبَلَ يَوْمَ أُحُدٍ ؛ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " اللَّهُمَّ إنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أنْ يَعْلُونَا " فَمَكَثَ أبُو سُفْيَانَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : أيْنَ ابنُ أبي قُحَافَةَ ؟ أيْنَ ابْنُ الْخَطَّاب ؟ أيْنَ مُحَمَّدٌ ؟ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : هَذا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ، وَهَذا أبُو بَكْرٍ ، وَهَا أنَا عُمَرُ ، فَقَالَ أبُو سُفْيَانَ : نَشَدْتُكَ اللهَ يَا ابْنَ الْخَطَّاب ؛ أمُحَمَّدٌ فِي الأَحْيَاءِ ؟ قَالَ : إيْ وَاللهِ يَسمَعُ كَلاَمَكَ ، فَقَالَ : أيْنَ الْمَوْعِدُ ؟ يَعْنِي أيْنَ نُحَاربُ بَعْدَ هَذا ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " قُلْ : ببَدْرٍ الصُّغْرَى " " وَكَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ الصُّغْرَى بَعْدَ أحُدٍ بسَنَةٍ ، فَخَرَجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَدْر الصُّغْرَى عَلَى الْمَوْعِدِ ، وَرُعِبَ الْمُشْرِكُونَ فَلَمْ يَتَجَاسَرُواْ عَلَى الْحُضُور . وروي أنَّ أبَا سُفْيَانَ رَكِبَ الْجَبَلَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ : أعْلُ هُبَلَ ؛ أعْلُ هُبَلَ ! فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : اللهُ أعْلاَ وَأجَلُّ ، فَقَالَ أبُو سُفْيَانَ : يَوْمٌ بيَوْمٍ ؛ وإنَّ الأَيَّامَ دُوَلَةٌ وَالْحَرْبَ سِجَالٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : لاَ سَواءٌ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ .