Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 185-185)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ؛ قرأ الأعمش : ( ذَائِقَةٌ ) بالتنوين ، ونصبَ ( الْمَوْتَ ) ، قال ابنُ عبَّاس : ( لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [ الرحمن : 26 ] قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ : هَلَكَ أهْلُ الأَرْضِ . فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ أيْقَنَتِ الْمَلاَئِكَةُ بالْهَلاَكِ ) . وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ اشْتَكَتِ الأَرْضُ إلَى رَبهَا لِمَا أخِذ مِنْهَا ؛ فَوَعَدَهَا أنْ يَرُدَّ إلَيْهَا مَا أخَذ مِنْهَا ، فَمَا مِنْ أحَدٍ إلاَّ يُدْفَنُ فِي التُّرْبَةِ الَّتِي أخِذ مِنْهَا " ورأى أبوُ هريرةُ قَبْراً جديداً ، فَقَالَ : ( سُبْحَانَ اللهِ ! انْظُرُواْ كَيْفَ سَبَقَ هَذا الْعَبْدُ إلَى تُرْبَتِهِ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي تُعْطَوْنَ جزاءَ أعمالِكم يومَ القيامةِ ، إنْ خَيراً فخيرٌ ؛ وإنْ شَرّاً فَشَرٌّ ، لا تَغْتَرُّوا بِنِعَمِ الكُفَّار ، ولا تَحْزَنُواْ لشدائدِ المؤمنيْنَ ، فإنَّ كِلاَ الفريقينَ يَتَفَرَّقُونَ ؛ فلا بُؤْسُ يبقَى ولا نعيمٌ في الدُّنيا . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ } ؛ أي أُبْعِدَ عنها ؛ { وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } ؛ أي نَجَا وَسَعِدَ وَظَفَرَ بما يرجُو . قوله تعالى : { وَما ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ } ؛ متاعُ الدُّنيا مثلُ القِدْر والقَصْعَةِ والفأسِ ، يتمتَّعُ بهذه الأشياءِ ؛ أي يُنْتَفعُ بها ثم تذهبُ فتفنَى ، كذلك الحياةُ الدُّنيا . وقيل : { مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ } مَا يُغَرُّ به الإنسانُ في الحالِ ، فكما أنَّ التاجرَ يهربُ من متاعِ الغرور وهو ما يسرعُ إليه الفسادُ مثلَ الزُّجاجِ ، والَذِي يسرعُ إليه الكسرُ ويصلحُه الجبرُ ؛ كذلك ينبغِي للحيِّ أن يهربَ من الدُّنيا الفانيةِ إلى متاعِ الآخرةِ . وعن عبدِ اللهِ بن عمرَ ؛ قَالَ : ( لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَّيْنَاهُ بثَوْبٍ ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ نَبْكِي ، فَأَتَانَا آتٍ نَسْمَعُ صَوْتَهُ وَلاَ نَرَى شَخْصَهُ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقُلْنَا : وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، فَقَالَ : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَةُ المَوْتِ } إلَى آخِرِ الآيَةِ ، ثُمَّ قَالَ : إنَّ فِي اللهِ خََلَفاً لِكُلِّ هَالِكٍ ؛ وَعَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيْبَةٍ ؛ وَدَرْكاً مِنْ كُلِّ فَائِتٍ ، فَباللهِ فَاتَّقُواْ وَإيَّاهُ فَارْجُوا ، فَإنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ ) . قالَ : ( فَتَحَدَّثْنَا أنَّهُ جِبْرِيْلُ عليه السلام ) .