Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 19-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ } ؛ معنى الدِّين المرتضَى ؛ نظيرهُ { وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً } [ المائدة : 3 ] ، والإسلامُ : هو الدخولُ في السِّلْمِ والانقيادُ والطاعَة . وعن قتادةَ : ( هُوَ شَهَادَةُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ وَالإقْرَارُ بمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ؛ وَهُوَ دِيْنُ اللهِ الَّذِي شَرَعَ لِنَفْسِهِ ؛ وَبَعَثَ بهِ رُسُلَهُ ؛ وَدَلَّ عَلَيْهِ أوْلِيَاءَهُ ؛ وَلاَ يَقْبَلُ غَيْرَهُ ) . وقرأ الكسائيُّ : ( الدِّيْنَ عِنْدَ اللهِ ) بالفتحِ على معنى : شَهِدَ اللهُ أنهُ لا إلهَ إلاَّ هُوَ ، وشهدَ أنَّ الدِّينَ عند اللهِ الإسلامُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ } ؛ أي لَمْ تقر اليهودُ والنصارى للإسلامِ ولم يتسَمَّوا باليهوديَّة والنصرانيَّة { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } في كتابهم حَسَداً بينهم . رويَ : أنَّ اليهودَ كانوا يُسمَّون مسلمينَ ؛ فلمَّا بُعث عيسى عليه السلام وسَمَّى أصحابَه مسلمين حسدَت اليهودُ مشاركتَهم في الاسمِ فسَمَّوا أنفسَهم يهوداً ؛ فكانوا يُسمَّون مسلمينَ ويهوداً ، فغيَّرتِ النصارى اسْمَهم وسَمَّوا أنفسَهم نصارى . والبَغْيُ : هو طلبُ الاستعلاءِ بغير حقٍّ . وقال بعضُهم : معنى الآيةِ : ما اختلفَ الذينَ أوتُوا الكتابَ في نبوَّة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ بيانُ نعتِه وصفته في كُتبهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } ؛ أي مَن يجحَدُ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم والقرآنِ فإنَّ اللهَ سَرِيْعُ الْمُجَازَاةِ ، سريعُ التعريفِ للعامل عملَه لا يحتاجُ إلى إثباتٍ وتذكيرٍ .