Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 27-27)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } ، أي يُدْخِلُ من الليلِ في النَّهار حتى يصيرَ النهارُ خمسَ عشرة ساعةً وهو أطولُ ما يكون ، وأقصرهُ تِسْعُ ساعاتٍ ، ويُدْخِلُ النَّهارَ في الليلِ حتى يصيرَ الليلُ خمسَ عشرة ساعةً وهو أطولُ ما يكون ، وأقصرهُ تِسْعُ ساعاتٍ ، فما نَقُصَ من أجزاءِ أحدِهما دخلَ في الآخر ، وهذا قولُ أكثرِ المفسِّرين . وقال بعضُهم : معناهُ : تذهبُ بالليلِ وتجيء بالنهار ، وتذهبُ بالنَّهار وتجيء بالليل . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } ، قال ابنُ عبَّاس وقتادةُ ومجاهد والضحَّاك وابن جُبير والسديُّ : ( مَعْنَاهُ : تُخْرِجُ الْحَيْوَانَ مِنَ النُّطْفَةِ وَهِيَ مَيْتَةٌ ، وَتُخْرِجُ النُّطْفَةَ مِنَ الْحَيْوَانِ وَهُي حَيٌّ ، وَالدَّجَاجَةَ مِنَ الْبَيْضَةِ ، وَالْبَيْضَةَ مِنَ الدَّجَاجَةِ ) . وقال بعضُهم : يخرجُ النَّخلةَ من النواةِ ، والنواةَ من النخلةِ ، وتخرجُ السنبلةَ من الحبَّة ، والحبَّةَ من السنبلةِ . وقال الحسنُ : ( مَعْنَاهُ : يُخْرِجُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ ، وَالْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ ، وَالْعَالِمَ مِنَ الْجَاهِلِ ؛ وَالْجَاهِلَ مِنَ الْعَالِم ) . دليلهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } [ الانعام : 122 ] الآية . وحكايةُ عن الزهري : " أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَإذا هُوَ بامْرَأةٍ حَسَنَةِ الْهَيْئَةِ ، فَقَالَ : " مَنْ هَذِهِ ؟ " قَالَتْ : إحْدَى خَالاَتِكَ ، قَالَ : " أيُّ خَالاَتِي هَذِهِ ؟ " قَالَتْ : هَذِهِ خَالِدَةُ بنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " سُبْحَانَ الَّذِي يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ " ، وكانتِ امرأةً صالِحة ، وكانَ ماتَ أبُوها كَافراً " . قال أهلُ الإشارةِ : معناهُ : يُخرج الحكمةَ من قلب الفاجر حتى لا تسكُنَ فيه ، والمسقِطةُ مِن قلب العارف . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي بغيرِ تقديرٍ ، وقد تقدَّم تفسيرُ ذلك .