Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 14-14)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ } ؛ نزل في سَعدِ بن أبي وقَّاص ؛ لَمَّا آمَنَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حَلَفَتْ أُمُّهُ لاَ تَذُوقُ طَعَاماً وَلاَ شَرَاباً وَلاَ يُظِلُّهَا شَيْءٌ حَتَّى يَرْجِعَ سَعْدُ إلَى دِينْهِ ، فَمََضَتْ عَلَى هَذَا أيَّاماً ، فَبَلَغَ مِنْ أمْرِهَا إلَى أنْ تَدَاخَلَ بَعْضُ أسْنَانِهَا فِي بَعْضٍ ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ ، فَقَالَ سَعْدٌ : ( لَوْ كَانَ لَهَا سَبْعُونَ نَفْساً فَخَرَجَتْ مَا ارْتَدَدْتُ عَنِ الإسْلاَمِ ) فَفَتَحَ فَاهَا وَصَبَّ فِيْهِ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ . ومعنى { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ } أي أمرناهُ ببرِّ والدَيه عطفاً عليهما . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ } ؛ أي ضَعْفاً على ضعفٍ ، ومشقَّةً على مشقةٍ ، كلَّما ازدادَ الولدُ في الرَّحمِ كِبر ، ازدادت الأمُّ ضَعفاً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ } ؛ أي وفِطَامُهُ في انقضاءِ عامَين ، وقدَّرَهُ بعامين بناءً على الأغلب ، ولأنَّ الرَّضاع لا يستحقُّ بعد هذه المدَّة . والفِصَالُ هو الفِطَامُ ، وهو أن يُفْصَلَ الولدُ عن الأمِّ كي لا يرضع . والمعنى بهذا ذكرُ مشقَّة الوالدةِ بإرضاعِ الولد عامَين . ورُوي عن يعقوب : ( وَفَصْلُهُ فِي عَامَيْنِ ) بغير ألفٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } ؛ أي قُلنا له اشكُرْ لِي على خلْقِي إياكَ ، وعلى إنعامِي عليكَ ، واشكُرْ لوالديكَ على تربيَتهما إياكَ . وقال مقاتلُ : ( اشْكُرْ لِي إذْ هَدَيْتُكَ للإسْلاَمِ ، وَلِوَالِدَيْكَ بمَا أوْلَيَاكَ مِنَ النِّعَمِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } ؛ أي مصيرُكَ ومصيرُ والدَيك ، وعن سُفيان بن عُيينةَ في قولهِ : { أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ } قال : ( مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فَقَدْ شَكَرَ اللهَ ، وَمَنْ دَعَا لِلْوَالِدَيْنِ فِي إدْبَار الصَّلَوَاتِ فَقَدْ شَكَرَ لِلْوَالِدَيْنِ ) .