Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 16-16)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } ؛ وذلك أنَّ ابنَ لُقمان سألَ أباهُ فقالَ : أرأيتَ الحبَّة التي تكون في قَعْرِ البحار ؛ أيعلَمُها اللهُ ؟ فأعلَمَهُ أنَّ الله يعلمُ الحبَّة أينما كانت . وَقِيْلَ : إنَّ ابنَ لُقمان قال لأبيهِ : يا أبَتِ ! إنْ عَمِلْتُ بالْخَطِيْئَةِ حيثُ لا يَرانِي أحدٌ ، كيف يعلَمُها اللهُ ؟ فقال لُقمان لابنهِ : { إِنَّهَآ إِن تَكُ } يعني إنَّ المعصيةَ إن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكون في صَخرَةٍ التي تحتَ الأرضين السَّبع أو في السَّماوات أو في الأرضِ يأتِ بها اللهُ للجزاءِ عليها . ومَن قرأ برفعِ ( مِثْقَالُ ) فتقديرهُ : أن تَقَعَ مثقالُ حبَّة . وقولهُ تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } ؛ أي قَادِرٌ على الإتيانِ بها ، خَبيرٌ بموضِعها ، يُوصِلُها إلى صاحبها حيث كانَ . واللَّطِيْفُ : العالِمُ بكلِّ دقيقٍ وجليل . ومعنى الآيةِ : أن اللهَ تعالى ضَرَبَ هذا مَثلاً لأعمالِ العبادِ ، يعني أنه يأتِي بأعمالِهم يومَ القيامةِ ، وإنْ كان العملُ الصالح في الصِّغَرِ بوزنِ حبَّة مِن خردلٍ ، فاللهُ تعالى يحفظهُ ولا يخفَى عليه مكانهُ حتى يجازيه عليهِ ، ونظيرُ هذا قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 - 8 ] .