Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 13-21)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ } ؛ وإذا وُعِظُوا بالقرآنِ لا يتَّعظون ، { وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ } ؛ إذا رأوا معجزةَ مثلَ انشقاقِ القَمَرِ وغيره اتَّخذوهُ سُخرِيَةً ، ونسَبُوا ما دلَّهم على توحيدِ الله تعالى إلى السِّحرِ ، { وَقَالُوۤاْ إِن هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } . وقالوا أيضاً على وجهِ الإنكار : { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا } ؛ صِرْنا ؛ { تُرَاباً وَعِظَاماً } ؛ بَالِيَةً ، { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } ؛ أي أنُبعَثُ بعدَ الموتِ ، { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } ؛ الذين مضَوا قبلَنا ، { قُلْ } ؛ لَهم يا مُحَمَّد : { نَعَمْ } ؛ تُبعَثون { وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } ؛ أنتُم وآباؤُكم ؛ أي وأنتم أذلاَّءُ صاغِرُون ، والدُّخُورُ أشَدُّ الذُّلِّ . ثم ذكَرَ أنَّ بعثَهم يقعُ بزَجرَةٍ واحدةٍ ؛ أي بصَيحَةٍ واحدةٍ ، فإذا هم قيامٌ ينظُرون ماذا يُؤمَرون به ، وقولهُ تعالى : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } ؛ أي فإنَّما قضيةُ البعثِ صيحةٌ واحدة من إسرافيلَ ، يعني نفخةَ البعثِ ، { فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } ؛ أي بُعِثَ الذي كذبوا به . فلما عايَنُوا البعثَ ذكَرُوا قولَ الرسُلِ في الدُّنيا أنَّ البعثَ حقٌّ ، فدَعَوا بالويلِ ، { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا } ؛ من العذاب ، { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } ؛ أي هذا يومُ الحساب والجزاء نُجازَى فيه بأعمالِنا . فقالت الملائكةُ : { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } ؛ يومُ القضاءِ ، { ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } ؛ يُفْصَلُ به بين الْمُسِيءِ والْمُحْسِنِ ، والْمُحِقِّ والْمُبْطِلِ ، وهو اليومُ الذي كنتم به تكذِّبون في الدُّنيا .