Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 96-97)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } ؛ تَنحِتُونَ بأيديكم ؛ أي خلَقَكم ومعمُولكم وهو منحوتُهم الذي نَحتوهُ ، والمعنى : خلَقَكم وعمَلَكم ، وهذا مذهبُ أهلِ السُّنة ؛ لأنَّهم يعتقدون أنَّ اللهَ خلَقَهم وعمَلَهم ، والقدريَّةُ تُنكِرُ خلقَ الأعمالِ . فلمَّا ألزمَهم إبراهيمُ عليه السلام الحجَّةَ ، { قَالُواْ ٱبْنُواْ لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ } ؛ أي قالوا : ابنُوا له حَائِطاً من حجارةٍ طولهُ في السَّماء ثلاثون ذِرَاعاً ، وعرضهُ عشرون ذراعاً ، ومَلَؤُوهُ نَاراً ، وذلك قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَأَلْقُوهُ فِي ٱلْجَحِيمِ } وهي النارُ العظيمة ، فبَنَوا له ذلك وجَمعُوا فيه الحطبَ ، وأرسَلُوا فيه النارَ حتى صارَ جَحيماً ، ثم رمَوهُ بالمنجنيقِ . فنجَّاهُ اللهُ تعالى ، وجعلَ النارَ عليه بَرْداً وسَلاماً لم يُؤذهِ منها شيءٌ ولا أحرقَتْ شيئاً من ثيابهِ ، وذلك لإخلاصهِ وقوَّةِ دِينهِ وصدقِ توكُّلهِ ويقينهِ ، كما رُوي أنه عليه السلام لما انفصلَ من المنجنيقِ أتاهُ جبريل في الهواءِ ، فقالَ هل لكَ من حاجةٍ ؟ فقال : وأمَّا إليكَ فلاَ .