Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 21-22)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ } ؛ اختلَفُوا في خَطِيئَةِ داودَ عليه السلام والذي هو مستفيضٌ بين العوَامِّ ما ذكرَهُ الكلبيُّ : ( أن داودَ عليه السلام كان يُصَلِّي ذاتَ يومٍ في محرابه ، والزَّبُورُ منشورٌ بين يدَيهِ ، إذ جاءَهُ إبليسُ في صُورةِ حَمامةٍ من ذهَبٍ فيها كلُّ لونٍ حَسَنٍ ، فوقفت بين يديهِ فمَدَّ يدَهُ ليأخُذها ، فطارَتْ غيرَ بعيدٍ من غيرِ أن توَسِّد من نفسِها ، فامتدَّ إلَيها ليأخُذها فطارت حتى وقعَتْ في الكُوَّة ، فذهبَ ليأخُذها فطارَتْ من الكوَّة ، فجعلَ داودُ عليه السلام ينظر أين تقعُ ، فأبصرَ امرأةً في بُستان تغتسلُ ، وإذا هي من أعجَب النِّساء وأحسَنِهنَّ ، وأعجبتهُ ، فلما حانَتْ منها التفاتةٌ أبصرَتْهُ فأسبَلَتْ شعرَها على جسمِها فغطَّى بدنَها ، فزادَهُ ذلك إعجاباً بها . فسألَ داود عنها وعن زوجِها ، فقالوا اسمها تشايعُ بنت شائعٍ وزوجُها أوريَّا بن حنانا وهو غائبٌ في غُزَاةٍ بالبلقاء مع أيُّوب بن صوريا ابنِ أُخت داود ، فكتبَ داودُ إلى ابنِ أُخته : اذا أتاكَ كِتَابي هذا فابعَثْ أوريا إلى موضعِ كذا وإلى القلعةِ الفلانيَّة ، ولا يرجِعُوا حتى يفتَحوها أو يُقتلوا . فلما جاءَ الكتابُ نَدَبَهُ وندبَ الناسَ معه ، فأتَوا القلعةَ فلما أتَوْها رمَوهُم بالحجارةِ حتى قَتلُوهم وقُتِلَ أوريا معهم . فلما انقضت عدَّتُها تزوَّجَها داودُ عليه السلام ، فهي أمُّ سليمان . فلما دخلَ داودُ عليه السلام بها ، فلم يلبَثْ إلاَّ يسِيراً حتى بعثَ عليه مَلَكين في صُورةِ آدَميَّين ، فطلبَا أن يدخُلا عليهِ فوجداهُ في يومِ عبادتهِ ، وكان مِن عادتهِ أنَّهُ جَزَّأ الدهرَ يوماً لعبادتهِ ؛ ويَوماً لنسائهِ ؛ ويوماً للقضاءِ بين النَّاسِ . فلما جاءَ الملَكان في يومِ عبادته منَعَهُما الحرسُ من الدخولِ عليه ، فتَسوَّرُوا المحرابَ ؛ أي دخَلُوا عليه مِن فوق المحراب ، { إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ } ، فلم يشعُرْ وهو يصلِّي إلاّ وهُما بين يدَيه جالِسَين ، { فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ } ، ففَزِعَ منهما ، فقالا : لا تَخَفْْ يا داودُ نحنُ ، { خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ } ؛ أي ولا تَجُرْ ، قال السدِّيُّ : ( وَلاَ تُسْرِفْ ) ، وقال المؤرِّج : ( وَلاَ تُفْرِّطْ ) . وقرأ أبو رجَاء ( تَشْطُطْ ) بفتح التاءِ وضمِّ الطاء الأُولى من الشَّطَطِ ، والإشْطَاطُ مجاوزةُ الحدِّ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } ؛ أي وَأرْشِدْنَا إلى الطريقِ المستقيم .