Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 44-44)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ } ؛ وذلك أنَّ أيوبَ كان حلفَ في مرضهِ أن يجلدَ امرأتَهُ مائةَ جلدةٍ ، وكان ذلك لشيءٍ كَرِهَهُ منها على ما تقدَّم ، فجعلَ الله تَحِلَّةَ يَمِينِهِ أن يأخذ حُزمةً واحدةً فيها مائةُ قضيبٍ فيضرِبُها بهِ . والضِّغْثُ : هو مِلْءُ الكَفِّ من الشجرةِ والحشيشِ والشَّمَاريخِ . وقولهُ تعالى : { وَلاَ تَحْنَثْ } أي لا تَدَعِ الضَّربَ فتَحْنَثُ ، وفي هذا دليلٌ على جواز الاحتيالِ بمثل هذه الحِيلَةِ في اليمينِ على الضَّرب ، فأما في الحدُودِ فلا يجوزُ الاحتيالُ بمثلِ هذا ؛ لأنَّ اللهَ تعالى قال : { وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ } [ النور : 2 ] وهذا نَهْيٌ عن التخفيفِ عن مَن وجبَ عليه الحدُّ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ؛ أي إنَّهُ صَبَرَ على البلاءِ الذي ابتُلي به . فإنْ قِيْلَ : كيف صَبَرَ وهو يقولُ مسَّنِيَ الضُّرُّ ؟ قِيْلَ : إنه لم يَشْكُ إلى مخلوقٍ وإنما شَكَا إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حين ألَحَّ عليه الشيطانُ بالوسوسةِ ، وخافَ على نفسهِ أن لا يقومَ بطاعةِ الله تعالى ، فدعَا اللهَ بعد أن أُذِنَ له في الدُّعاء . والأَوَّابُ : هو الْمُقْبلُ على طاعةِ الله تعالى الرَّاجِعُ إليهِ .