Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 118-118)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } أرادَ به الشيطانَ أبعَدَهُ من رحمتهِ إلى عقابهِ بالحكم لهُ بالخلودِ في جهنَّم ، ويسقطُ بهذا قولُ من قالَ : كيفَ يصحُّ أن يقالَ : { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } وهو في الدُّنيا لا يخلُو من نِعْمَةٍ تَصِلُ إليه من الله في كلِّ حال ؟ الجواب لا يعتدُّ بتلك النعمة مع الْحُكْمِ له بالخلودِ في النَّار . قوله تعالى : { لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } أي قالَ إبليسُ : لأَتَّخِذنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيْباً معلُوماً ، فكلُّ ما أطِيْعَ فيه إبليسُ فهو مفروضٌ له . والفرضُ في اللغة : الْقَطْعُ ؛ ومنهُ الْفُرْضَةُ أي الثُّلْمَةُ ، والفرضُ في القوس : ما شَدَّ به الوترُ ، والفريضةُ في العباداتِ : الأمرُ الْحَتْمُ الْقَاطِعُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً } [ البقرة : 237 ] أي جعلتم لَهُنَّ قطيعةً من المالِ ، وأما قولُ الشاعر : @ إذا أكَلْتَ سَمَكاً وَفَرْضاً ذهَبْتَ طُولاً وذَهَبْتَ عَرْضَا @@ فالفرضُ هنا التَّمْرُ ، سُمي فرضاً لأنه يؤخذُ من فرائضِ الصَّدقةِ .