Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 119-120)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } ؛ حكايةُ قول إبليسَ ؛ أي لأُضِلَّنَّهُمْ عن الحقِّ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ أنَّهُ لا جَنَّةَ ولا نارَ ولا بعثَ ولا حسابَ ، ولأُريحنَّهم طولَ الحياةِ في الدُّنيا ، { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ } ؛ أي بتَشْقِيْقِ آذانِ الأنعَامِ ؛ وهي الْبُحِيْرَةُ التي كانوا يفعلونَها نُسُكاً وعبادةً للأوثانِ ، والقطع . { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } ؛ قال ابنُ عبَّاس ومجاهدُ وقتادة والحسنُ والضحَّاك : ( فَلْيُغَيِّرُنَّ دِيْنَ اللهِ ) نَظِيْرُهُ { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } [ الروم : 30 ] أي لدينِ الله ، كقولهِ : { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } [ الروم : 30 ] . وقال عكرمةُ : ( مَعْنَاهُ : فَلِيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ بالْخَصْيِ وَالْوَشْمِ وَقَطْعِ الآذانِ وَفَقْئِ الْعُيُونِ ) . قال مجاهدُ : ( كَذبَ عِكْرِمَةُ ؛ إنَّما هُوَ دِيْنُ اللهِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } ؛ أي مَن يَتَّخِذْهُ ناصِراً من دون اللهِ فقد غُبنَ غُبْناً ظاهراً ؛ لأنه خَسِرَ الجنَّةَ والنعيمَ الذي فيها . فإن قيل : ( كيفَ عَلِمَ إبليسُ أنهُ يَتَّخِذُ من عبادِ الله نصيباً ؟ فيه أجوبةٌ ؛ منها : أنَّ اللهَ لَمَّا خاطبَهُ بقولهِ { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ هود : 119 ] عَلِمَ إبليسُ أنهُ يَنَالُ من ذرِّيةِ آدمَ ما تَمَنَّى . ومنها : أنه لَمَّا وَسْوَسَ لآدمَ فنَالَ منهُ ما نالَ ، طَمِعَ في ذرِّيته . ومنها : أن إبليسَ لَمَّا عَايَنَ الجنَّةَ والنارَ عَلِمَ أنَّ لَهَا سُكَّاناً من الناسِ ) . وقوله : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ } ؛ أي يَعِدُهُمْ أن لاَ جَنَّةَ وَلاَ نَارَ ؛ وَيُمَنِّيْهِمْ طُولَ البقاءِ في الدُّنيا ودوامَ نعيمِها ويُؤْثِرُوهَا على الآخرةِ ، { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } ؛ أي بَاطِلاً ، والْغُرُورُ : إيْهَامُ النَّفْعِ فيما فيه ضررٌ .