Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 147-147)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ } ؛ يُبَيِّنُ اللهُ تعالى أنَّ المنافقين هم الذينَ أوقعُوا أنفسَهم في الدَّرْكِ الأسفلِ من النار ، واستحقُّوا ذلك بنفاقِهم ، وإنه ليسَ في حكمةِ الله تعذيبُ مَن شَكَرَ وآمَنَ ، وإنَّما في حكمتهِ أن يَجْزِيَ كلَّ عامل بما عَمِلَ ، فذلك قَوْلُهُ تَعَالَى : { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } أي ما حَاجَتُهُ إلى تعذيبكم أيُّها المنافقونَ إن وحَّدتُم في السِّرِّ وصدَقتُم في إيْمانكم . ويقالُ معنى : { إِن شَكَرْتُمْ } نِعَمَ اللهِ { وَآمَنْتُمْ } بهِ وبكتبه ورُسُلهِ . وَقِيْلَ : فيه تقديمٌ وتأخير ؛ أي إن آمنتُم وشكرتُم ؛ لأنَّ الشُّكْرَ لا يقعُ مع عدمِ الإيْمان . وبيَّنَ اللهُ تعالى أن تعذيبَ عبادهِ لا يزيدُ في مُلْكِهِ ، وأن تركَ عقوبتِهم على فعلهم لا يُنْقِصُ من سُلْطَانِهِ . قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً } ؛ أي شَاكِراً للقليلِ من أعمالكم ؛ مُثِيْباً عليها ؛ يقبلُ اليَسِير ؛ ويعطي الجزيلَ عليها بأضعافِها لكم ؛ واحدةٌ إلى عشرةٍ إلى سبعمائة إلى ما شاءَ اللهُ من الأضْعَافِ . والشُّكرُ من العبدِ : هو الاعترافُ بالنِّعمة الواصلةِ إليه مع صِدْقٍ من التعظيمِ ، والشُّكْرُ من اللهِ تعالى : هو مجازاتهُ العبدَ على طاعتهِ .