Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 157-157)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( وَذَلِكَ أنَّهُ لَمَّا مُسِخَ الرَّهْطُ الَّذِيْنَ سَبُّواْ عِيْسَى وَأمَّهُ ، فَمَسَخَ اللهُ مَنْ سَبَّهُمَا قِرَدَةً وَخَنَازِيْرَ ؛ فَزِعَتِ اليَهُودُ وخَافَتْ دَعْوَتَهُ ؛ فَاجْتَمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ ؛ فثَارُواْ إلَيْهِ لِيَقْتُلُوهُ ؛ فَهَرَبَ مِنْهُمْ وَدَخَلَ بَيْتاً فِي سَقْفِهِ روْزَنَةٌ - أيْ كُوَّةٌ - فَرَفَعَهُ جِبْرِيْلُ عليه السلام إلَى السَّمَاءِ ؛ وَأمَرَ يَهُودِيّاً مَلِكُ الْيَهُودِ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ طِيْطَانُوسُ أنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ فَيَقْتُلَهُ ؛ فَدَخَلَ فَلَمْ يَجِدْهُ ، فَأَلْقَى اللهُ عَلَيْهِ شَبَهَ عِيْسَى عليه السلام ، فَلَمَّا خَرَجَ إلَى أصْحَابهِ قَتَلُوهُ وَهُمْ يَظُنُّونَ أنَّهُ عِيْسَى ، ثُمَّ صَلَبُوهُ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَتَلْنَاهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إنَّ وَجْهَهُ وَجْهُ عِيْسَى وَجَسَدَهُ جَسَدُ صَاحِبنَا ، فَإنْ كَانَ هَذا عِيْسَى فَأَيْنَ صَاحِبُنَا ؟ وَإنْ كَانَ هَذَا صَاحِبُنَا فَأَيْنَ عِيْسَى ؟ فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ وَاخْتَلَفُواْ فِيْهِ ، ثُمَّ بُعِثَ عَلَيْهِمْ طَاطُوسُ بْنُ اسْتِيبَانْيُوسُ الرُّومِيُّ فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيْمَةَ ) . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { رَسُولَ ٱللَّهِ } قولُ اللهِ خاصَّة لا قولَ اليهودِ ، وكانت اليهودُ تقول : عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ ، قال اللهُ تعالى : { رَسُولَ ٱللَّهِ } أي يَعْنُونَ الذي هو رَسُولُ اللهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ } ؛ أي ومَا قَتَلُوا عيسَى وما صَلَبُوهُ ولكن ألْقَى اللهُ على طِيْطَانُوسُ شَبَهَ عِيْسَى فقتلوهُ ؛ وَرُفِعَ عِيْسَى إلى السَّماءِ . قال الحسنُ : ( إنَّ عِيْسَى عليه السلام قَالَ لِلْحَوَاريِّيْنَ : أيُّكُمْ يَرْضَى أنْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلَ فَيَدْخُلَ الجَنَّةَ ؛ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْحَوَارِيِّيْنَ فَقَالَ : أنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَلْقَى اللهُ عَلَيْهِ شَبَهَ عِيْسَى ؛ فَقُتِلَ وَصُلِبَ ، وَرَفَعَ اللهُ عِيْسَى إلَى السَّمَاءِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } ؛ أي مِنْ قَتْلِهِ ، قال الكلبيُّ : ( اخْتِلاَفُهُمْ فِيْهِ : أنَّ الْيَهُودَ قَالُواْ : نَحْنُ قَتَلْنَاهُ وَصَلَبْنَاهُ ، وَقَالَ طَائِفَةٌ مِنَ النَّصَارَى : بَلْ نَحْنُ قَتَلْنَاهُ وَصَلَبْنَاهُ ، فَمَا قَتَلَهُ هَؤُلاَءِ وَلاَ هَؤُلاَءِ ، بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إلَيْهِ إلَى السَّمَاءِ ) . ويقال : إنَّ الله تعالى لَمَّا ألقَى شَبَهَ عيسَى على طيطانوسُ ألقاهُ على وجههِ دون جَسَدِهِ ، فَلَمَّا قَتَلُوا طيطانوس ؛ نَظَرُوا إليهِ فإذا وجههُ وجهُ عيسَى وجسَدُه غيرُ جَسَدِ عيسَى ، فقالوا : إن كان هذا عيسَى ، فأينَ صاحبُنا ؟ وإن كانَ صاحِبُنا فأينَ عيسَى ؟ فقال اللهُ تعالى : { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } ؛ نَعْتٌ كمصدر محذوف تقديرهُ : وَمَا عَلِمُوهُ عِلْماً يَقِيْناً .