Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 32-32)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } ؛ أي لا يَتَمَنَّى الرجلُ مالَ أخيه ولا شيئاً من الذي لغيرهِ ؛ ولكن لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِثْلَهُ ، ولا يتمنَّى الرجلُ امرأةَ أخيهِ ولا خادمَهُ ولا دابَّته . قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ } ؛ أي حظٌّ من الأجرِ ما اكتسبُوا من العملِ الصالح { وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ } ؛ حظٌّ من الأجرِ مما عَمِلْنَ من العمل الصالحِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } ؛ أي من رزْقِهِ ، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ } ؛ لم يزل ، { بِكُلِّ شَيْءٍ } ، من أعمالِ الرجال والنِّساء ، { عَلِيماً } ؛ عالماً . وعن جابرِ بن عبدِالله قال : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ؛ " إذْ أقْبَلَتِ امْرَأةٌ حَتَّى قَامَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ ثُمَّ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ أنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إلَيْكَ ، إنَّ اللهَ عَزَّوَجَلَّ رَبُّ النِّسَاءِ وَرَبُّ الرِّجَالِ ، وَآدَمُ أبُو النِّسَاءِ وَأبُو الرِّجَالِ ، وَحَوَّاءُ أمُّ النِّسَاءِ وأمُّ الرِّجَالِ ، وَأَنْتَ بَعَثَكَ اللهُ رَسُولاً إلَى النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ ، ثُمَّ الرِّجَالُ إذا خَرَجُواْ فِي سَبيْلِ اللهِ ، فَقُتِلُواْ فَهُمْ أحْيَاءٌ عِنْدَ رَبهِمْ فَرِحِيْنَ ، وَنَحْنُ نَحْتَبسُ عَلَيْهِمْ وَنَخْدِمُهُمْ ، فَهَلْ لَنَا مِنَ الأَجْرِ شَيْءٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " أقْرِئِي النِّسَاءَ مِنِّي السَّلاَمَ ؛ وَقُولِي لَهُنَّ : إنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ وَاعْتِرَافاً لِحَقِّهِ يَعْدِلُ مَا هُنَالِكَ ، وَقَلِيْلٌ مِنْكُنَّ يَفْعَلُهُ " " . وقال قتادةُ والسُّدِّيُّ : ( لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنْثَيَيْنِ } [ النساء : 11 ] فَقَالَتِ الرِّجَالُ : إنَّا لَنَرْجُوا أنْ يُفَضِّلَنَا اللهُ عَلَى النِّسَاءِ بَحَسَنَاتِنَا فِي الآخِرَةِ كَمَا فَضَّلَنَا عَلَيْهِنَّ بالْمِيرَاثِ ؛ فَيَكُونُ أجْرُنَا مِثْلَي أجْرِ النِّسَاءِ ، وَقَالَ النِّسَاءُ : إنَّا لَنَرْجُوا أنْ يَكُونَ الْوِزْرُ عَلَيْنَا نِصْفَ مَا عَلَى الرِّجَالِ كَمَا لَنَا فِي الْمِيرَاثِ النِّصْفُ مِنْ نَصِيْبهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى { وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ } مِنَ الْمِيرَاثِ وَالْعِقَاب ، وَلِلنِّسَاءِ نَصِيْبٌ كَذَلِكَ مِنْهُ ) . قال قتادةُ : ( يُجْزَى الرَّجُلُ بالْحَسَنَةِ عَشْرَ أمْثَالِهَا ، وَالْمَرْأةُ تُجْزَى عَشْرَ أمْثَالِهَا أيْضاً ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } وقرأ ابنُ كثيرٍ والكسائيُّ وخلف : ( وَسَلًُواْ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ ) ( وَسَلْ مَنْ أرْسَلْنَا ) و ( فَسَلِ الَّذِينَ ) يقرأون بغيرِ الهمزة ، وقرأ الباقونَ بالهمزة . قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ لَمْ يَسأَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ غَضِبَ عَلَيْهِ " وقال سفيانُ بن عُيَيْنَةَ : ( لَمْ يَأَمُرْ بالْمَسْأَلَةِ إلاَّ لِيُعْطِي ) .