Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 56-56)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } ؛ وذلك أن اليهودَ كانوا يجادلون في النبيِّ صلى الله عليه وسلم في رفعِ القرآن ، وكانوا يقولون له : صَاحِبُنا المسيحُ بن داودَ ، يعنون الدجَّالَ يخرجُ في آخرِ الزمانِ فيبلغُ سلطانَ البرِّ والبحرِ ، ويرُدُّ الْمُلْكَ إلينا وتسيرُ معه الأنْهَارُ ، وهو آيةٌ من آياتِ الله ! ويعظِّمون أمرَ الدجَّال ، فأنزلَ اللهُ هذه الآيةَ . ومعناهُ : إنَّ الذين يخاصِمون بغيرِ حجَّةٍ أتَتْهُم ، { إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } ؛ أي ما في قُلوبهم إلاَّ عَظَمَةٌ عن قبولِ الحقِّ لِحَسَدِهم ، ما هم ببَالِغِي تلك العَظَمة التي في قُلوبهم لأنَّ الله تعالى مُذِلُّهم ، فلا يَصِلُونَ إلى دفعٍ من آياتِ الله . قال ابنُ عبَّاس : ( وَالْمَعْنَى : مَا يَحْمِلُهُمْ عَلَى تَكْذِيبكَ إلاَّ مَا فِي صُدُورهِمْ مِنَ الْعَظَمَةِ مَا هُمْ ببَالِغِي مُقْتَضَى ذلِكَ الْكِبْرِ لأَنَّ اللهَ مُذِلُّهُمْ ) . وقال ابنُ قتيبة : ( إنَّ فِي صُدُورهِمْ إلاَّ تَكَبُّرٌ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَطَمَعٌ أنْ يَصِلُوهُ وَمَا هُمْ ببَالِغِي ذلِكَ ، فَاسْتَعِذْ باللهِ يَا مُحَمَّدُ مِنَ الْكِبْرِ وَمِنْ شَرِّ الْيَهُودِ وَمِنْ شَرِّ الدَّجَّالِ وَمِنْ كُلِّ مَا تَجِبُ الاسْتِعَاذةُ مِنْهُ ) ، وقولهُ تعالى : { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } ؛ بهم وبأعمالِهم .