Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 19-19)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً } ؛ معناهُ : ووَصَفُوا الملائكةَ الذين هم عبادُ الرحمنِ أنَّهم بناتُ اللهِ ، وقرئ ( عَبْدُ الرَّحْمَنِ ) وكلٌّ صوابٌ ، وقد جاءَ القرآنُ بالأمرَين معاً ، وذلك قولهُ { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [ الأنبياء : 26 ] وقولهُ { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } [ الأعراف : 206 ] ، وفي قولهِ تعالى ( عَبْدُ الرَّحْمَنِ ) دلالةٌ على رفعِ المنْزِلة والقُربَةِ من الكرامةِ . وقولهُ تعالى : { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } ؛ معناهُ : أحَضَرُوا عندَ خَلقِهم فعَلمُوا ذلك ، والشهادةُ ها هنا من الحضور ، ووبَّخَهم اللهُ على ما قالوا ما لَم يُشاهِدُوهُ . وقرأ نافعُ : ( أشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ ) بهمزة الاستفهامِ وتخفيف الهمزةِ الثانية على معنى أحَضَرُوا وعَايَنُوا خَلقَهُم حتى عَلِموا أنَّهم أناثٌ ، وهكذا كقوله { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ } [ الصافات : 150 ] . قال ابنُ عبَّاس : ( يُرِيدُ : أحَضَرُواْ وَعَايَنُواْ خَلْقَهُمْ ؟ ) ، قال الكلبيُّ : " لَمَّا قَالُواْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ سَأَلَهُمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَقًَالَ : " مَا يُدْرِيكُمْ أنَّهُمْ إنَاثٌ ؟ " قَالُواْ : سَمِعْنَا مِنْ آبَائِنَا وَنَحْنُ نَشْهَدُ أنَّهُمْ لَمْ يَكْذِبُواْ أنَّهُمْ إنَاثٌ " فقالَ اللهُ : { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } ؛ عنها في الآخرةِ .