Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 26-30)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } معناه واذكُر يا مُحَمَّدُ إذ قالَ إبراهيمُ لأبيهِ وقومهِ حين خرجَ من السِّرب وهو ابنُ سبعَ عشرة سنةً ، رأى أباهُ وقومَهُ يعبدون الأصنامَ ، فقالَ لَهم : إنِّي بَرَاءٌ مما تعبُدون من دونِ الله تعالى ، { إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } ، إلاَّ مِن الذي خلَقَني فإنه سيحفَظُني ويُرشِدُني لدينهِ وطاعته . وقوله تعالى : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } ؛ أي وجعلَ براءتَهُ عن عبادةِ غير الله وهي كلمةُ التوحيدِ : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ؛ باقيةً في عَقِبهِ لكي يرجِعُوا إلى التوحيدِ ، ويدعُوا الخلقَ إليهِ ، فلا يزالُ في ولَدهِ مَن يوحِّدُ اللهَ تعالى . ومعنى الآيةِ : وجعلَها كلمةً باقيةً في ذريَّة إبراهيم ونَسلهِ ، فلا يزالُ في ذُريَّتهِ مَن يعبدُ اللهَ ويوحِّدهُ ، { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ؛ أي لعَلَّ أهلَ مكَّة يتَّبعون هذا الدِّينَ ويرجعون إلى دِينكَ دينِ إبراهيمَ ، إذ كانوا مِن وَلدهِ . وقال السديُّ : ( لَعَلَّهُمْ يَتُوبُونَ وَيَرْجِعُونَ عَمَّا هُمْ عَلَيْهِ إلَى عِبَادَةِ اللهِ تَعَالَى ) . ثُم ذكرَ نِعمَتهُ على قريشٍ فقالَ : { بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ } ؛ يعني المشركين متَّعْتُهم بأموالِهم وأنفُسِهم وأنواعِ النِّعَمِ ، ولم أُعاجِلْهُم بعقوبةِ كُفرِهم ، بل أمهَلتُهم زيادةً في الْحُجَّةِ وقطعاً للمعذرةِ ، { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } ؛ أي القرآنُ ، { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } ؛ للحُجَجِ وهو النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَيَّنَ لَهم الأحكامَ والدينَ . وكان من حقِّ الإنعَامِ أن يُطيعوا الرسولَ بإجابتهِ ، فلم يُجيبوه وعَصَوا ، وهو قولهُ : { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } ؛ أي لما جاءَ الرسولُ والقرآن ، نَسَبوا القرآنَ إلى السِّحر وجحَدُوا بهِ .