Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-4)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { حـمۤ * وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } ؛ أوَّلُ السورةِ قَسَمٌ ، وجوابهُ : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ } ؛ وَقِيْلَ : جوابهُ : { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } لأنه ليس من عادةِ العرب أن يُقسِمُوا بنفسِ الشيء الذي يُخبرُونَ عنه ، فعلَى هذا يكون قولهُ : { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ } مُعتَرِضاً بين القسَمِ والجواب ، { فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } ، والليلةُ المباركَةُ : هي ليلةُ القَدْرِ ، { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } ، أنزلَ اللهُ فيها القرآنَ إلى السَّفَرَةِ في السَّماءِ الدُّنيا ، فوضعوهُ في بيت العِزَّةِ ، ثُم كان جبريلُ يَنْزِلُ به على النبيِّ صلى الله عليه وسلم شيئاً بعدَ شيءٍ على مقدار الحاجة ، هكذا رُوي عن ابنِ عبَّاس ، وقد قدمنا ذلكَ في قولهِ تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } [ البقرة : 185 ] . وسُمِّيت هذه الليلةُ مباركةً لأنَّ فيها الرحمةُ ومغفرةُ الذنوب ، وفيها يقدِّرُ اللهُ الأشياءَ من أرزاقِ العباد وآجالِهم وغيرِ ذلك من الأمُور . ويقالُ : إنما سُمِّيت مباركةً لأنه لا يُقدِّرُ فيها شيئاً من الْمَكَارهِ ، كما قالَ تعالى : { سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ } [ القدر : 5 ] . وعن عكرمةَ أنه كان يقولُ : ( اللَّيْلَةُُ الْمُبَارَكَةُ هِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فِيهَا يُقْضَى كُلُّ أمْرٍ فِيْهِ حِكْمَةٌ ، وَفِيهَا يُنْسَخُ لِجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإسْرَافِيلَ وَمَلَكُ الْمَوْتِ جَمِيعَ مَا هُمْ مُوَكَّلُونَ بهِ مِنْ سَنَةٍ إلَى سَنَةٍ ) . وكان ابنُ عبَّاس يقولُ : ( إنَّكَ لَتَلْقَى الرَّجُلَ فِي السُّوقِ قَدْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي الْمَوْتَى ) . والصحيحُ : أنَّ الليلةَ المباركةَ هي ليلةُ القَدْر ، وعليه أكثرُ المفسِّرين .