Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 17-17)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ } ؛ نزَلت في عبدِالرَّحمنِ بن أبي بكر ، قالَ لأَبيه وأُمه قبلَ أن يسلمَ حين كانا يدعُوَانهِ إلى الإسلامِ ، ويُخبرانهِ بالبعثِ بعد الموت وهو يأبَى ويُسِيءُ القولَ لهما ، فقالَ لهما : { أُفٍّ لَّكُمَآ } أي أُفٍّ قذفاً لكما ، كما يقالُ عند شمِّ الرائحةِ الكريهة ، { أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي } ؛ أي تُخوِّفانِني أن أخرَجَ من القبرِ وقد مضَتِ القرونُ مِن قبل ولم يخرج أحدٌ منهم من قبرهِ ، أين عبدُالله بن جَدعان ؟ أين فلان وأين فُلان ؟ ! { وَهُمَا يَسْتَغثِيَانِ ٱللَّهَ } ؛ يعني أبَويهِ يدعُوانِ الله له بالْهُدَى ويقولان له : { وَيْلَكَ آمِنْ } ؛ أي صدِّقْ بالبعثِ ، { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } ، بالبعثِ ، { فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ؛ فيقولُ لَهما : ما هذا الذي تقُولانِ إلاَّ أكاذيبُ الأوَّلين . والاستغاثةُ باللهِ دعاؤُكَ اللهَ ليُغِيثَكَ على ما نَابَكَ ، والجارُّ محذوفٌ ، تقديرهُ : يستغِيثان باللهِ . وقرأ القُرَّاء والأعمشُ ( أنْ أخْرُجَ ) بفتحِ الألف وضمِّ الراءِ . قال ابنُ عبَّاس : ( فَلَمَّا ألَحَ عَلَيْهِ أبَوَاهُ فِي دُعَائِهِ إلَى الإِيْمَانِ ؛ قَالَ لَهُمَا : أحْيُوا لِي عَبْدَاللهِ بْنَ جَدْعَان ، فَإنَّهُ كَانَ شَيْخاً صَدُوقاً ، وَأحْيُوا لِي عَامِرَ بْنَ كَعْبٍ ، وَمَشَايخَ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى أسْأَلَهُمْ عَنْ مَا تَقُولاَنِ ، وَأخْرِجَا لِي بَعْضَ آبَائِي وَأجْدَادِي مِنْ قُبُورهِمْ لأَسْأَلَهُمْ ، فَإنْ صَدَّقُوكُمَا آمَنْتُ ) .