Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 11-11)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا } أخبرَ اللهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه إذا رجعَ من الحديبيةِ إلى المدينةِ ، أتاهُ الأعرابُ الذين يخلِفُون عنه بغيرِ عُذرٍ ، ولم يَخرُجوا معه وهم مُزَينَةُ وجُهَيْنَةُ وغطَفَانُ وقومٌ من الدَّيلِ ، فيقولون له : شَغَلَتْنَا أموالُنا وأهلُونا عن الخروجِ معك يا محمد ، أي شغلَتنا النساءُ والذراري فلم يكن لنا مَن يخلِفُنا فيهم ، { فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا } ؛ من التخلُّفِ عنكَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } ؛ أي يسأَلُون المغفرةَ بأَلسِنَتِهم { مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } يعني : لأنَّهم لا يُبَالُونَ أسْتَغْفَرْتَ لَهم أمْ لم تستغفِرْ لَهم . وقد كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ أرَادَ الْمَسِيرَ إلَى مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبيَةِ ، اسْتَنْفَرَ مَنْ حَوْلَ الْمَدِينَةِ مِنَ الأَعْرَاب وَأهْلِ الْبَوَادِي لِيَخْرُجُوا مَعَهُ حَذراً مِنْ قُرَيْشٍ أنْ يُحَاربُوهُ وَيَصْرِفُوهُ عَنِ الْبَيْتِ ، وَأحْرَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بالْعُمْرَةِ وَسَاقَ الْهَدْيَ لِيُعْلِمَ النَّاسَ أنَّهُ لاَ يُرِيدُ حَرْباً ، فَتَثَاقَلَ عَنْهُ كَثِيرٌ مِنَ الأَعْرَاب وَقَالُواْ : نَذْهَبُ مَعَهُ إلَى قَوْمٍ قَدْ جَاءُوا يَقْتُلُونَ أصْحَابَهُ فَيُقَاتِلُهُمْ ، فَتَخَلَّفُوا عَنْهُ ، وَاعْتَلُّوا بالشُّغْلِ ، فأنزلَ اللهُ تعالى : { سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا } الآيةُ . قًوْلُهُ تَعَالَى : { فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } ؛ معناهُ : مَن يمنعُكم من عذاب الله إنْ أقَمتُم على الكفرِ والنفاق ، { بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } ؛ معناهُ : بل كان اللهُ عالِماً بتخلُّفِكم عن القتالِ من غير عُذرٍ . قرأ حمزةُ والكسائي وخلفٌ ( ضُرّاً ) بضم الضاد وهو سُوءِ الحالِ ، وقرأ الباقون ( ضَرّاً ) بفتح الضادِ لأنه قابَله بالنفعِ ، وأرادَ بالنفعِ الغنيمةَ . وذلك أنَّهم ظَنُّوا أن تَخلُّفَهم عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم يدفعُ عنهم الضُّرَّ ، ويعجِّلُ لهم النفعَ بالسلامةِ في أنفسهم وأموالِهم ، فأخبرَهم اللهُ تعالى أنه إنْ أرادَ بهم شيئاً لم يقدِرْ أحدٌ على دفعهِ عنهم .