Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 18-18)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } ؛ يعني بيعةَ الرُّضوانِ بالحديبيةِ ، وإنما سُميت بيعةُ الرضوانِ بهذه الآية ، وكان سببُ هذه البيعةِ : " أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا سَارَ يُرِيدُ مَكَّةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْحُدَيْبيَةَ وَقَفَتْ نَاقَتُهُ ، فَزَجَرَهَا فَلَمْ تَنْزَجِرْ وَبَرَكَتْ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " مَا هَذا بعَادَةٍ ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابسُ الفِيْلِ " . وَدَعَا عُمَرَ رضي الله عنه لِيُرْسِلَهُ إلَى أهْلِ مَكَّةَ ، فَيَأْذنُوا لَهُ بأَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَيُحِلَّ مِنْ عُمْرَتِهِ وَيَنْحَرَ هَدْيَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ مَا لِي بهَا حَمِيمٌ وَلَيْسَ بمَكَّةَ مِنْ بَنِي عَدِيُّ بْنُ كَعْبٍ يَمْنَعُنِي ، وَإنِّي أخَافُ قُرَيْشَ عَلَى نَفْسِي لأَنَّهَا قَدْ عَلِمَتْ عَدَاوَتِي إيَّاهَا ، وَلَكِنْ أدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ أعَزُّ بهَا مِنِّي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ ، قالَ : " صَدَقْتَ " . فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ بْنُ عَفَّانٍ فَأَرْسَلَهُ . فَجَاءَ الشَّيْطَانُ وَصَاحَ فِي عَسْكَرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : بأَنَّ أهْلَ مَكَّة قَتَلُواْ عُثْمَانَ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الشَّجَرَةِ فَاسْتَنَدَ إلَيْهَا ، وَبَايَعَ النَّاسَ عَلَى قِتَالِ أهْلِ مَكَّةَ . قَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ مَعْقِلٍ : كُنْتُ قَائِماً عَلَى رَأسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذلِكَ الْيَوْمَ ، وَبيَدِي غُصْنٌ مِنَ الشَّجَرَةِ أذبُّ بهِ عَنْهُ وَهُوَ يُبَايعُ النَّاسَ ، كَانَ أوَّلُ مَنْ بَايَعَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أسَدٍ يُقَالُ لَهُ أبُو سِنَانِ بْنِ وَهَبٍ " . واختلَفُوا في عددِ أهلِ البيعة ، فقال قتادةُ : ( كَانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً ) ، وقال ابنُ عبَّاس : ( كَانُوا ألْفاً وَخَمْسَمِائَةٍ وَخَمْسَةً وَعِشْرِينَ ) ، وقال جابرُ : ( كَانُوا ألفاً وَأرْبَعَمِائَةٍ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } ؛ أي فعَلِمَ اللهُ ما في قلوبهم من الصِّدق والوفاءِ والإخلاصِ والعزمِ على القتال ، { فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ } ؛ يعني الطُّمَأنِينَةَ والصبرَ والرضا حين بايَعُوا على أن يُقاتِلوا ولا يفِرُّوا ، { وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } ؛ أي وأعطَاهم فتحَ خيبرَ .