Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 11-11)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ } ؛ أي لا يَستَهزِئُ الرجلُ من أخيهِ فيقولُ : إنَّكَ رَدِيءُ المعيشةِ لَئِيمُ الْحَسَب وأشباهُ ذلك مما يَنتَقِصهُ به وهو خيرٌ منه عندَ اللهِ . وَقِيْلَ : معناهُ : لا يُعَيِّرْ قومٌ قوماً لعلَّ المسخُورَ منه أفضلُ عندَ الله تعالى من السَّاخِرين ، { وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ } ؛ ولا يُعَيِّرُ نساؤُنا نساءَنا لعلَّ الْمَسخُورَةَ منهنَّ أفضلُ من السَّاخراتِ . وَقِيْلَ : معناهُ : لا يسخَرْ غَنِيٌّ من فقيرٍ لفَقرهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } ؛ أي لا تُعِيبُوا إخوانَكم الذين هم كأَنفُسكم ، { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } ؛ أي لا يَدْعُ بعضُكم بعضاً باللَّقَب الذي يكرههُ صاحبهُ ؛ لأن عليه أنْ يخاطِبَ أخاهُ بأحَب الأسماءِ إليه . وقال قتادةُ : ( مَعْنَاهُ : لاَ تَقُلْ لأَخِيكَ الْمُسْلِمِ : يَا فَاسِقُ وَيَا مُنَافِقُ ، وَلاَ يَقُولُ لِلْيَهُودِيِّ بَعْدَ أنْ آمَنَ : يَا يَهُودِيُّ ) وذلك معنى : { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ } ؛ قال عطاءُ : ( هُوَ كُلُّ شَيْءٍ أغْضَبْتَ بهِ أخَاكَ كَقَوْلِكَ : يَا كَلْبُ ؛ يَا خِنْزِيرُ ؛ يَا حِمَارُ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن لَّمْ يَتُبْ } ؛ أي مَن لَمْ يَتُبْ ممن التَّنابُزِ { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } ؛ وقال : ( نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ } فِي نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ عَيَّرْنَ أُمَّ سَلَمَةَ بالْقِصَرِ ) . ويقالُ : نزلَت في عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أشَارَتْ بيَدِهَا فِي أُمِّ سَلَمَةَ أنَّهَا قَصِيرَةٌ . ورَوى عكرمةُ عن ابنِ عبَّاس : " أنَّ صَفِيَّةَ بنْتَ حَييِّ بْنِ أخْطَبَ أتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : إنَّ النِّسَاءَ يُعَيِّرْنَنِي يَا يَهُودِيَّةُ بنْتُ يَهُودِيَّينِ ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " هَلاَّ قُلْتِ : أبي هَارُونُ وَعَمِّي مُوسَى وَأنَّ زَوْجِي مُحَمَّدٌ " " فَأنزلَ اللهُ تعالى هذه الآيةَ { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أي لا يَغتَبْ بعضُكم بعضاً ولا يطعَنْ بعضُكم على بعضٍ . وَقِيْلَ : اللَّمْزُ العيبُ في الْمَشْهَرِ ، والْهَمْزُ فِي الْمَغِيب ، وقال محمَّدُ بن زيدٍ : ( اللَّمْزُ يَكُونُ باللِّسَانِ وَالْعَيْنِ وَالإِشَارَةِ ، وَالْهَمْزُ لاَ يَكُونُ إلاَّ باللِّسَانِ ) ، قال الشاعرُ :