Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 4-5)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } ؛ وذلك : أنَّ قَوْماً مِنْ بَنِي الْعَنْبَرِ وَهُمْ حَيٌّ مِنْ تَمِيمٍ ، بَعَثَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلَيْهِمْ سَرِيَّةُ ، وَأمَّرَ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْفَزَّاريُّ ، فَهَرَبُوا فَسَبَى ذرَاريهِمْ وَنِسَاءَهُمْ وَجَاءَ بهِمْ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَجَاءَ رجَالُهُمْ لِيُفَادُوا ذرَاريهِمْ ، فَدَخَلُواْ الْمَدِينَةَ عِنْدَ الْقَيْلُولَةِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَائِمٌ . فَلَمَّا أبْصَرَهُمُ الْعِيَالُ بَكَوا عَلَيْهِمْ ، فَنَهَضُواْ وَعَجَّلُواْ قَبْلَ أنْ يَخْرُجَ إلَيْهِمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَجَعَلُوا يُنَادُونَ : يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ إلَيْنَا ، وَكَانَ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ نَائِماً ، فَتَأَذى بأَصْوَاتِهِمْ ، وَلَمْ يَعْلَمُوْا فِي أيِّ حُجْرَةٍ هُوَ ، فَجَعَلُواْ يَطْرِقُونَ عَلَى جَميعِ حُجُرَاتِهِ ، وَكَانَ لِكُلِّ امْرَأةٍ مِنْ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجْرَةٌ وَبَيْتٌ ، فطَافُوا عَلَى جَمِيعِ الْحُجُرَاتِ وَهُمْ يُنَادُونَ : اخْرُجْ عَلَيْنَا . وقولهُ تعالى : { أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } وصَفَهم اللهُ بالجهلِ وقلَّة العقلِ وقلَّة الصبرِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } ؛ يعني ولَو أنَّهم صبَرُوا حتى تخرجَ إليهم للصَّلاة لَخَلَّى سبيلَهم بغيرِ فداءٍ ، فلما نادَوهُ وأيقظوهُ أعتَقَ نصفَ ذرَاريهم وفادَى نِصفَهم بقوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ } كُنتَ تَعتِقُ كُلَّهم ، { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } ؛ لِمَن تابَ منهم .