Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 6-6)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ } ؛ وذلك : " أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ مُصَّدِّقاً إلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ أحَنَةٌ ، فَلَمَّا اتَّصَلَ خَبَرُهُ بهِمْ وَسَمِعُواْ بهِ اجْتَمَعُواْ لِيَتَلَقَّوهُ ، فَفَرَّ مِنْهُمْ وَكَرَّ رَاجِعاً إلَى الْمَدِينَةِ ، وَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّهُمْ قَدْ مَنَعُواْ الزَّكَاةَ وَارْتَدُّوا عَنِ الإسْلاَمِ وَقَصَدُواْ قَتْلِي . فَبَعَثَ إلَيْهِمُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي جَيْشٍ ، وَقَالَ لَهُ : " انْزِلْ بسَاحَتِهِمْ لَيْلاً ، فَإنْ رَأيْتَ مَا يَدُلُّ عَلَى الإسْلاَمِ مِنَ الأَذَانِ لِلصَّلاَةِ وَالتَّهَجُّدِ أمْسِكْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ ، وَطَالِبْهُمْ بصَدَقَاتِهِمْ " . فَلَمَّا سَارَ إلَيْهِمْ خَالِدُ لَيْلاً سَمِعَ فِيهِمْ الأَذانُ وَالتَّهَجُّدَ ، فَكَفَّ عَنْهُمْ إلَى أنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ لاَ عَلَى وَجْهِ قِتَالٍ ، وَقُالُواْ : قَدِ اسْتَبْطَأْنَا رسَالَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّدَقَاتِ ، فَسَلَّمُوهَا إلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ " . وسَمَّى الوليدَ بن عُقبة فَاسقاً ، لِكَذِبهِ الذي وقعَ به . الأغَرُّ أو الفاسقُ : الخارجُ عن طاعةٍ بارتكاب كثيرٍ من الذُّنوب . وَقِيْلَ : الفاسقُ الذي لا يَستَحِي من اللهِ . وَقِيْلَ : هو الكذابُ الْمُعلِنُ بالذنب . والنَّبَأُ : الخبرُ عمَّا يَعظُمُ شأنهُ فيما يعملُ عليه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَتَبَيَّنُوۤاْ } ؛ قد ذكَرنا قِراءَتين فيه في سُورة النساءِ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ } ؛ أي لِئَلا تُصيبوا قَوماً وهم مُسلمون ، { فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } .