Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 7-8)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ } معناهُ : إعْلَمُوا أنَّ رسولَ الله لو يُجِيبُكم في كثيرٍ مما سألتموهُ لوقَعتُم في العَنَتِ وهو الإثمُ والمشقَّة . وَقِيْلَ : اتَّقُوا أن تَكذِبُوا رسولَ اللهِ وتقولوا بَاطلاً ، فإنَّ اللهَ يخبرهُ فتُفتَضَحُوا ، ثم قال : لو يُطِيعُكم الرسولُ في كثيرٍ مما تُخبرونَهُ فيه بالباطلِ لَعَنِتُّمْ ؛ أي لوقَعتُم في العَنَتِ وهو الإثْمُ والهلاكُ . ثم خاطبَ المؤمنين الذين لا يَكذِبُون فقالَ : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ } ؛ أي جعلَهُ أحبَّ الأديان إليكم ، { وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } ؛ حتى اختَرتُموهُ ، { وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ } ؛ أي بَغَّضَ إليكم هذه الأشياءَ : الكفرُ ظاهر المعنى ، والفُسُوق وَالكَذِبُ والخروجُ عن أمرِ الله ، والعصيانُ : جمعُ معاصِي الله . ثم عادَ إلى الخبرِ عنهم فقال : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } ؛ أي المهتَدُون إلى محاسنِ الأمُور . ثم بيَّنَ أنَّ جميعَ ذلك تفضُّلٌ من اللهِ تعالى فقالَ : { فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً } ؛ أي تَفَضُّلاً مِن اللهِ ورحمةً ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } ؛ بما في قُلوبهم ، { حَكِيمٌ } ؛ فيهم بعِلمهِ .