Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 23-23)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } أقسَمَ اللهُ تعالى بنَفسهِ ، والذي بَيَّنَهُ مِن أمرِ الرِّزقِ وغيرِه ( لَصِدْقٌ ) كان نِطقُكم الذي هو الصدقُ من كلمةِ التَّوحيدِ ونحوِها حقٌّ قرأهُ أهلُ الكوفة ( مِثْلُ مَا أنَّكُم ) برفعِ ( مِثْلُ ) على أنَّهُ صفةٌ لقوله ( لَحَقٌّ ) . وقرأ الباقون بالنصب على التركِ على معنى إنه يَحِقُّ حَقّاً { مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } ، وَقِيْلَ : تقديرهُ : كَمِثْلِ ما أنَّكم تَنطِقُونَ . وقالَ بعضُ الحكماء : معنى قولهِ : { مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } أي كما أنَّ كلَّ إنسانٍ لا ينطقُ بلسانِ غيرهِ ، كذلك لا يأكلُ إنسانٌ رزقَ غيرهِ والذي قُدِّرَ له ، ولا يأكلُ إلاَّ رزقَ نفسهِ ، كما لا يتكلَّمُ إلاَّ بلسانِ نفسه . قال الحسنُ : ( بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ : " قَاتَلَ اللهُ أقْوَاماً أقْسَمَ لَهُمْ رَبُّهُمْ بنَفْسِهِ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُ " ، وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رزْقِهِ لَتَبعُهُ كَمَا يَتْبَعُهُ الْمَوْتُ " ، قال الشاعرُ :