Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 29-30)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَسْأَلُهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ؛ أي لا يستغنِي عنهُ أهلُ السَّماء ولا أهلُ الأرضِ ، قال أبو صالح : ( يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ الرَّحْمَةَ ، وَيَسْأَلُهُ مَنْ فِي الأَرْضِ الْمَغْفِرَةَ وَالرِّزْقَ ، وَالْكُلُّ يَلْجَأُونَ إلَيْهِ وَيَسْأَلُونَهُ حَوَائِجَهُمْ ) . وقوله تعالى : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } ؛ قال المفسِّرون : مِن شأنهِ أنه يُحيي ويُميتُ ، ويرزُقَ ، ويُعِزَّ ويُذِلَّ ، ويُشفي مريضاً ، ويجيبُ داعياً ، ويعطِي سائلاً ، ويغفِرُ ذنباً ، ويكشِفُ كَرْباً إلى ما لا يُحصَى من أفعالهِ وإحداثهِ في خلقهِ ما شاءَ . وعن أبي الدَّرداءَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم : أنَّهُ قالَ فِي قَوْلِهِ { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } قَالَ : " مِنْ شَأْنِهِ أنْ يَغْفِرَ ذنْباً وَيُفَرِّجَ كَرْباً وَيَرْفَعَ قَوْماً وَيَضَعَ آخَرِينَ " . وقال مجاهدُ : ( هُوَ مِنْ شَأْنِهِ أنَّهُ يُجِيبُ دُعَاءَنَا ، وَيُعْطِي سَائِلَنَا ، وَيُشْفِي سَقِيمَنَا ، وَيَغْفِرُ ذُنُوبَنَا وَيَتُوبُ عَلَى قًوْمٍ ، وَيُشْقِي آخَرِينَ ) . وَقِيْلَ : شأنهُ يخرِجُ كلَّ يوم وليلة ثلاثة عساكرَ : عسكراً من أصلاب الآباءِ إلى الأرحامِ ، وعسكراً من الأرحامِ إلى الدُّنيا ، وعسكراً من الدنيا إلى القبور ، ثم يرحَلون جميعاً إلى الله عَزَّ وَجَلَّ . وحُكي : أنَّ بعضَ الملوكِ سألَ وزيرَهُ عن معنى هذه الآيةِ ، فاستمهلَهُ إلى الغدِ ، ورجعَ الوزيرُ إلى دارهِ كَئيباً لم يعرِفْ ما يقولُ : فقالَ له غلامٌ أسودُ من غِلمَانِهِ : يا مولايَ ما أصابَكَ ؟ فزجرَهُ ، فقالَ : يا مولاي أخبرْني فلعلَّ اللهَ يُسهِّلُ لك الفرجَ على يديَّ ، فأخبرَهُ بذلك ، فقالَ : عُدْ إلى الملكِ فقل له : إنَّ لي غُلاماً أسودَ إنْ أذِنْتَ له فسَّرَ لكَ هذه الآيةَ ، ففعلَ ذلكَ . فدعَا الملكُ الغلامَ فسألَهُ عن ذلك ، فقالَ : أيُّها الملِكُ ؛ شأنُ اللهِ تعالى أنه يولِجُ الليلَ في النهار ويولِجُ النهارَ في الليلِ ، ويُخرِجُ الحيَّ من الميِّت ، ويخرجُ الميتَ من الحيِّ ، ويُشفِي مَريضاً ويُسقِمُ سَليماً ، ويَبتَلِي معافًى ، ويُعافِي مُبتَلِياً ، ويذِلُّ عزيزاً ويُعِزُّ ذليلاً . فقال له الملكُ : أحسنتَ يا غلامُ فرَّجتَ عني . ثم أمرَ الوزيرَ فخلعَ ثيابَ الوزراء فكسَاها الغلامَ ، فقال : يا مولاي هذا شأنُ اللهِ تعالى : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .