Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 39-45)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } ؛ يُسأَلُ سُؤالَ استفهامٍ ؛ لأنَّ اللهَ تعالى يُظهِرُ على كلِّ مُجرِمٍ علامةً تدلُّ على معصيتهِ ، وعلى كلِّ مُطيعٍ علامةً على إطاعتهِ ، لأنَّ اللهَ تعالى قال بعدَ هذه الآية : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ } ؛ أي بعَلامَتِهم من سَوادِ الوُجوهِ وزُرقَةِ الأعيُنِ ، { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } ؛ فيُجعَلُ أقدامُهم مغلولةً إلى نواصِيهم مِن خَلْفٍ ويلقَونَ في النار كذلك ، والناصيةُ : شَعرُ مقدمِ الرَّأسِ ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . ويقال للمجرمين عندما يُقذفون في النار : { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } ؛ يعني المشرِكين . قَوْلُهُ تَعَالَى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } ؛ معناهُ : يطُوفون بين أطباقِ النِّيران وبين ماءٍ حارٍّ قد انتهَى حرُّهُ ، إذا استغَاثُوا من الحميمِ من النار ، جُعِلَ غِيَاثُهم الحميمُ الآخر ، وإذا استغَاثُوا من الحميمِ جُعِلَ غِياثُهم النارُ ، فيُطاف بهم مرَّة إلى الحميمِ ومرَّةً إلى النار . يقال : آنَى يَأْنِي أناً فهو آنٍ ، إذا انتهَى في النُّضجِ والحرارةِ ، قال قتادةُ : ( طُبخَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) . حدَّثنا المردوية الصانع قال : صلَّى بنا الإمامُ صلاةَ الصُّبح ، فقرأ فيها سُورةَ الرَّحمن ومَعَنَا عليُّ بنُ الفُضَيلِ ، فلما قرأ { يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } خَرَّ مَغشِيّاً عليه حتى فَزِعنَا من الصَّلاة ، فقُلنا له بعدَ ذلك : يا عليُّ أمَا سَمِعتَ الإمامَ يقولُ : { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } [ الرحمن : 72 ] قالَ : شغَلَنِي عنها { يُعْرَفُ ٱلْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .