Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 46-51)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } ؛ معناهُ : ولِمَن خافَ وُقوفَهُ في عرَضَاتِ القيامةِ بين يَدَي اللهِ تعالى ، فتَركَ المعصيةَ رهبةً من اللهِ تعالى له جنَّتان بُستَانَانِ من الياقوتِ الأحمرِ والزمُرُّد الأخضرِ ، تُرَابُهما الكافورُ والعنبَرُ ، وحصَاهُما المسكُ الأَذْفَرُ ، كلُّ بستانٍ منهما مسيرةُ مائةِ سنة ، في وسطِ كلِّ بستانٍ دارٌ من نورٍ ، وقال محمَّد بن علي الترمذي : ( جَنَّةٌ دَاخِلَ قَصْرِهِ لِخَوْفِهِ وَجَنَّةٌ خَارجَ قَصْرِهِ لِتَرْكِهِ ) ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . وفي الحديث : " أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي مَنْ دَعَتْهُ نَفْسُهُ إلَى الْمَعْصِيَةِ ، فَإذا تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَدَرَ عَلَيْهَا وتَذكَّرَ مَا فِي ارْتِكَابهَا مِنَ الْعِقَاب ، وَمَا فِي تَرْكِهَا مِنَ الثَّوَاب ، فَتَرَكَهَا فَلَهُ جَنَّتَانِ " هذه صِفتُهما : { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } ؛ أي ذواتَا أغصانٍ ، واحدُها فَنَنٌ وهو الغصنُ المستقيم طُولاً . وقال الزجَّاحُ : ( الأَفْنَانُ : الأَلْوَانُ وَالأَغْصَانُ ) أي ذواتَي الألوانِ وأصنافٍ من الفاكهةِ لا يُعدَمُ فيه لونٌ من ألوانِها ، واحدُها فَنٌّ ، وجمعَ عطاءُ بين القولَين فقالَ : ( يُرِيدُ فِي كُلِّ غُصْنٍ فُنُونٌ مِنَ الْفَاكِهَةِ ) ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } . وفي ذكرِ الأغصان بيانُ كَثرَةِ الأشجار ، وبكثرةِ الأشجار تمامُ حالِ البُستان ، فإنَّ البستانَ لا يكملُ إلاَّ بكثرةِ الأشجار ، والأشجارُ لا تحسُن إلاَّ بكثرةِ الأغصانِ ، { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } ؛ أي في البساتينِ عَينان تجريان ، إحداهما : السَّلْسَبيلُ ، والأُخرى : التَّسْنِيمُ ، تجرِيان في غيرِ شِقٍّ ولا أُخدُودٍ . { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .