Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 54-55)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } ؛ أي جالسِين جلسةَ الملوكِ مُكرَمِين على فُرُشٍ بَطَائِنُها من استبرقَ ، البطَانَةُ : الصَّفحَةُ مما يلِي الأَرضَ في البطانةِ ، والاستبرقُ : الدِّيبَاجُ المنسوجُ بالذهب . وإنما ذُكرت البطائنُ من استبرقَ لتعرف أنَّ البطائنَ إذا كانت هكذا ، فالظاهرُ لا شكَّ أنَّها أشرفُ منها على ما عليهِ العادةُ ، وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( هَذِهِ الْبَطَائِنُ ؛ فَمَا ظَنُّكُمْ بالظَّوَاهِرِ ) . وقيل لسعيدِ بن جُبير : الْبَطَائِنُ مِنْ اسْتَبْرَقَ فَمَا الظَّوَاهِرُ ؟ قَالَ : ( هَذا مِمَّا قَالَ اللهُ تَعَالَى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] ) . وقال ابنُ عبَّاس : ( وَصَفَ الْبَطَائِنَ وَتَرَكَ الظَّواهِرَ ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ فِي الأَرْضِ أحَدٌ يَعْرِفُ مَا الظَّوَاهِرُ ؟ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } ؛ أي ثَمَرُهما قريبٌ مُتَنَاوَلُهُ ، يناوَلهُ القائمُ والقاعد والمضطجعُ ، يأخذهُ كيف ما أرادَ ، ويدنُو إلى أفواهِهم حتى يناولونَهُ بالأفواهِ ، { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } .