Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 25-26)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ } ؛ أي بالآياتِ والْحُجَجِ ، { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ } ؛ الذي يتضمَّنُ الأحكامَ ، وقولهُ تعالى : { وَٱلْمِيزَانَ } يعني العدلَ ؛ أي أمَرَ بالعدلِ ، وَقِيْلَ : يعني الذي يُوزَنُ به ؛ أي أمَرَنا بالميزانِ ، { لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ } ؛ أي ليتَعامَلُون بينهم بالعدلِ والنُّصفَةِ . وقولهُ تعالى : { وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } ؛ قال ابنُ عبَّاس : ( نَزَلَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَعَهُ الإِبْرَةُ وَالْمِطْرَقَةُ وَالْكَلْبَتَيْنِ ) . وَقِيْلَ : المرادُ بإنزالِ الحديد أنه خلقَهُ اللهُ في الجبالِ والمعادن . وقوله تعالى { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } أي قوَّةٌ شديدةٌ ، لا يُلَيِّنهُ إلاَّ النارُ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } يعني الفؤوسَ والسكاكينَ والإبرةَ وآلةَ الحرب وآلة الدفعِ يعني السِّلاحَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ } ؛ أي وليعلَمَ اللهُ مَن ينصرُ دِينَهُ وينصرُ رسلَهُ بهذه الأسلحةِ ، واللهُ سبحانه لم يزَلْ عَالِماً بمَن ينصرُ ومَن لا ينصرُ ؛ لأن عِلْمَ اللهِ لا يكون حَادِثاً ، لأنَّ المرادَ بهذا العلمِ الإظهارُ والتمييز . وقوله تعالى { بِٱلْغَيْبِ } معناهُ : ولَمْ يَرَ اللهَ ولا أحكامَ الآخرة . وقولهُ تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } ؛ فيه بيانُ أنه تعالَى لم يأمُرْ بالجهادِ عن ضَعْفٍ وعجزٍ ، إنما أمَرَ به ليُثِيبنَا عليه . وما بعدَ هذا : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } ؛ ظاهرُ المعنى .