Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 14-15)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } ؛ نزَلت هذه الآيةُ في قومٍ من المنافقين كانوا يتوَلَّون اليهودَ وينقُلون أسرارَ المسلمين إليهم مُغَايَظَةً لَهم ، ولم يكونوا من المؤمنين ولا من اليهودِ ، وكانوا يَحلِفُون للمؤمنين بأنَّا مُؤمِنون مصَدِّقون ، وهم يعلمون أنَّهم كَاذِبون في حلفِهم ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : { مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } أي وَلا من اليهودِ ، { وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ؛ أنَّهم كَذبَةٌ . وقال السديُّ ومقاتلُ : " نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَبْدِاللهِ بْنِ نَبْتَلِ الْمُنَافِقُ ، كَانَ يُجَالِسُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ حَدِيثَهُ إلَى الْيَهُودِ ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ إذْ قَالَ : " يَدْخُلُ عَلَيْكُمُ الآنَ رَجُلٌ قَلْبُهُ قَلْبُ جَبَّارِ ، وَيَنْظُرُ بعَيْنَي الشَّيْطَانِ " فَدَخَلَ عَبْدُاللهِ بْنُ نَبْتَل ، وَكَانَ أزْرَقاً . فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " عَلاَمَ سَبَبْتَنِي أنْتَ وَأصْحَابُكَ ؟ " فَحَلَفَ باللهِ مَا فَعَلَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : " وَقَدْ فَعَلْتَ " فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بأَصْحَابهِ فَحَلَفُواْ باللهِ مَا سَبُّوهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ ) : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } " { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } ؛ أي هَيَّأَ لهم عَذاباً شَديداً في قُبورهم ، { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ؛ في الدُّنيا من مُوَالاةِ اليهودِ وكتمان الكُفرِ والحلف الكاذب مع العلمِ به .