Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 121-121)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } ؛ يعني الذبائح . رويَ عن عبدِالله بن عمرَ : ( أنَّهُ أتَى حُرّاً ذَبَحَ شَاةً نَسِيَ أنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا ، فأَمَرَ ابْنُ عُمَرَ غُلاَمَهُ أنْ يَقُومَ عِنْدَهُ ، فَإذا جَاءَ إنْسِانٌ يَشْتَرِي مِنْهُ قَالَ : إنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : إنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ عَلَيْهَا اسْمَ اللهِ ، فَلاَ تَشْتَرِي ) . وقال ابنُ سيرينَ : ( إذا تَرَكَ التَّسْمِيَةَ نَاسِياً ؛ لَمْ تُؤْكَلْ ) . إلاَّ أن أكثرَ أهل العلمِ على أن نسيانِها لاَ يوجبُ التحريْمَ . هكذا رُويَ عن عَلِيٍّ وابن عبَّاس ومجاهدٍ وعطاء وابنِ المسيِّب ؛ قالوا : ( إنْ تَرَكَ التَّسْمِيَةَ نَاسِياً لاَ بَأْسَ بأَكْلِهَا ؛ لأَنَّ خِطَابَ الآيَةِ يَتَنَاوَلُ الْعَامِدَ ، إذِ النَّاسِي فِي حَالِ نِسْيَانِهِ لاَ يَكُونُ مُكَلَّفاً ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } ؛ أي إنَّ أكلَهُ لفسقٌ . وَقيْلَ : إنْ تركَ التسميةَ ، وَقِيْلَ : المذبوحَ بغير تسميةِ الله فِسْقٌ فيه حينَ ذُبحَ على غيرِ وجه الحقِّ ؛ كقولهِ : { أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } [ الأنعام : 145 ] . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ } ؛ أي إنَّ الشياطين لِيُوَسْوِسُونَ لأوليائِهم من الإنْسِ ؛ وهم : أبُو الأَخْوَصِ الْخَثْعَمِيُّ وَبَدِيْنُ ابْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ وغَيرُهما من أهلِ مكَّة ؛ كانوا يُخَاصِمُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في أكلِ الْمَيْتَةِ وَاسْتِحْلاَلِهَا . والوَحْيُ : إلْقَاءُ الْمَعْنَى إلَى النَّفْسِ فِي الْخِفْيَةِ ، { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } ؛ في أكلِ الْمَيْتَةِ واستحلالِها من غير اضطرارٍ ، { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } ؛ مِثْلُهُمْ . وفي هذا دليلٌ على أنَّ مَن اسْتَحَلَّ شيئاً مِمَّا حَرَّمَ اللهُ ، أو حَرَّمَ شيئاً مما أحَلَّ اللهُ ؛ فهو مُشْرِكٌ . وإنَّما سُمي مُشْرِكاً ؛ لأنه اتَّبَعَ غيرَ اللهِ فأشركَ باللهِ غيرَهُ .