Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 122-122)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } ، قال ابنُ عبَّاس : ( نَزَلَتْ فِي عَمَّار بْنِ يَاسِرٍ ، وَأبِي جَهْلٍ ) . ويقالُ : إنَّ المرادَ بالآية النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو جَهْلٍ . ومعنى الآيةِ على القولِ الأَوَّل : أوَمَنْ كَانَ كافراً ، فهديناهُ إلى المغفرةِ والإسلامِ ، { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } ؛ وهو نورُ القُرْآنِ والإيْمَانِ والحكمةِ ؛ { يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } ؛ يضيءُ بذلك النور فيما بين النَّاسِ ؛ { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ } ؛ أي كَمَثَلِ مَن هو في الضَّلاَلة وظُّلُمَاتِ الكفرِ ، { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } ؛ أبَداً . بيَّنَ اللهُ تعالى بهذه الآيةِ أنَّ أبا جَهْلٍ ليسَ بخارجٍ من الضَّلالة أبداً . وقال بعضُهم : الْمِثْلُ زائدٌ ؛ تقديره : كَمَنْ في الظُّلُمَاتِ . وعن ابنِ عبَّاس أيضاً : ( أنَّ مَعْنَاهُ : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } يُرِيْدُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِب { كَمَن مَثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } أبَا جَهْلٍ ؛ رَمَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَمْزَةُ كَافِرٌ ، فَأُخْبرَ حَمْزَةُ بمَا فَعَلَ أبُو جَهْلٍ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ قًنْصِهِ يَفُوتُ وَبيَدِهِ قَوْسٌ ، فَأَقْبَلَ وَهُوَ غَضْبانٌ حَتَّى عَلاَ أبَا جَهْلٍ بالْقَوْسِ وَهُوَ يَتَضَرَّعُ وَيَسْتَكِيْنُ وَيَقُولُ : أمَا تَرَى مَا جَاءَ بهِ مُحَمَّداً ، قَدْ سَفَّهَ عُقُولَنَا وَسَبَّ آلِهَتَنَا وَخَالَفَ آبَاءَنَا . فَقَالَ حَمْزَةُ : وَمَنْ أسْفَهُ مِنْكُمْ ؟ ! تَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ مِنْ دُونِ اللهِ ، أنَا أَشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ؛ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ؛ أي كما زُيِّنَ لأبي جَهْلٍ عملهُ الذي كان يعملُ ؛ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ أعمالُهم مجازاةً لَهم على كُفْرِهم . وقال الحسنُ : ( مَا زَيَّنَهَا لَهُمْ إلاَّ الشَّيْطَانُ ) .