Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 13-13)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } قال ابنُ عبّاس : ( وَذلِكَ أنَّ كُفَّارَ مَكَّةَ أتَوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُواْ : يَا مُحَمَّدُ ؛ قَدْ عَلِمْنَا مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا تَدْعُونَا إِلَيْهِ إلاَّ الحَاجَةَ ، فَنَحْنُ نَجْعَلُ لَكَ مِنْ أمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أغْنَانَا رَجُلاً ، وَتَرْجِعُ عَمَّا أنْتَ عَلَيْهِ . فأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ ) . ومعناهُ : وللهِ مُلْكُ ما استقرَّ { فِي ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } من الخلائقِ كلِّهم ، وهذا اللفظُ يشتمل على جميعِ المخلوقات ؛ لأنَّ من الحيوانات ما يَتَصَرَّفُ بالنهار ويسكنُ بالليل ، ومنها ما يتصرفُ بالليل ويسكنُ بالنَّهار . وقال محمدُ بن جُرير : ( كُلُّ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَِّمْسُ وَغَرَبَتْ فَهُوَ مِنْ سَاكِنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار ، وَالْمُرَادُ : جَمِيعُ مَا فِي الأَرْضِ ؛ لأنَّهُ لاَ شَيْءَ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى إلاَّ وَهُوَ سَاكِنٌ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) . وقال أهلُ المعانِي : في الآية إضمارٌ تقديرهُ : ولهُ ما سَكَنَ وتَحَرَّكَ في الليلِ والنهار . فإن قيلَ : فَلِمَ قالَ : { وَلَهُ مَا سَكَنَ } ولَمْ يَقُلْ : ولهُ ما تَحَرَّكَ ؟ قيلَ : لأنَّ الساكنَ في الأَشياءِ أعمُّ ؛ لأنهُ ما من مُتَحَرِّكٍ إلا وسَكَنَ ؛ وفي الأشياءِ الساكنة ما لا يتحركُ البَتَّةَ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } معناهُ : السميعُ لِمَقَالَةِ الكفَّار ، الْعَلِيْمُ بهم وبعقوبَتِهم . ويقالُ : هو السميعُ للأصواتِ والأقوال ، العليمُ بالأشياءِ والأرزَاق .