Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 33-33)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ } ؛ معناه : قَدْ نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ما يقولُ كفارُ مكَّة من تكذيبهم إيَّاك في العلانيةِ وجُحودِهم باللهِ ، { فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ } ؛ في السرِّ ولا بقلوبهم ؛ أي هم يعلمُونَ أنك صادقٌ وكنتَ تُسمَّى فيهم ( الأمينُ ) قبل الرسَالة ، فلا يحْزُنُكَ تكذيبُهم إيَّاك فيما يعلمون صدقكَ فيه ، { وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ } ؛ المشركين ، { بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } ؛ بألسنتهم ما تَشْهَدُ به قلوبُهم بكذبهم فيه . وقال السُّدِّيُّ : ( الْتَقَى الأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْق وَأبُو جَهْلٍ ؛ فَقَالَ الأَخْنَسُ لأَبي جَهْلٍ : يَا أبَا الْحَكَمِ ؛ أخْبرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ ؛ أصَادِقٌ هُوَ أمْ كَاذِبٌ ؛ فَإِنُّهُ لَيْسَ هَا هُنَا أحَدٌ يَسْمَعُ كَلاَمَنَا ؟ فَقَالَ أبُو جَهْلٍ : وَاللهِ إنَّ مُحَمَّداً لَصَادِقٌ ؛ وَمَا كَذبَ مُحَمَّدٌ قَطٌّ ، وَلَكِنْ إذا ذهَبَ بَنُو قُصَيٍّ باللِّوَاءِ وَالسِّقَايَةِ وَالْحِجَابَةِ وَالنُّبُوَّةِ ؛ فَمَاذا يَكُونُ لِسَائِرِ قُرَيْشٍ . فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِه الآيَةَ ) . وقال : ( مَعْنَى : { لاَ يُكَذِّبُونَكَ } لاَ يَقْدِرُونَ أنْ يَقُولُوا لَكَ فِيْمَا أنْبَأْتَ بهِ مِمَّا فِي كُتُب الأَنْبيَاءِ قَبْلَكَ : كَذبْتَ ! . وقرأ نافع والكسائيُّ : ( يَكْذِبُونَكَ ) بالتخفيفِ . ومعناهُ : لا يجدونَكَ كاذباً ، يقال : كَذبتَ فُلاناً بالتشديد إذا قُلْتَ له : كَذبْتَ ، وأكْذبْتَ فُلاناً ؛ إذا رأيتَ ما أتَى به كَذِباً . وقرأ نافعُ ( لَيُحْزِنُكَ ) بضمِّ الياء ، والمعنى واحدٌ .