Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 35-35)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } ؛ أي إنْ كان عَظُمَ وثَقُلَ عليكَ يا مُحَمَّدُ إعراضُهم عن القبولِ منكَ وقولُهم : لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ، وسؤالُهم كلَّ معجزةٍ شاءُوا ، { فَإِن ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي ٱلأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ } ؛ فَإن اسْتَطَعْتَ أنْ تطلبَ مَسْلَكاً نافذاً فِي الأرْضِ ؛ كنفقِ الْيَرْبُوعِ ، فتدخلَه هارباً متوارياً ؛ أوْ تطلبَ شيئاً يُسْلِمُكَ إلى السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بالآية التي سألُوكها ، فَافَْعَلْ ، وليس فِي الْقُرْآنِ فَافْعَلْ ؛ لأنه قد يُحْذفُ ما يكونُ في الكلام دَلِيلاً عليه مثل قولِ الرجُل : إن رأيتَ أن تَمضي معي إلى فلانٍ ، ولا يذكرُ فافعل . وقد بَيَّنَ اللهُ تعالى في هذه الآيةِ : إنَّ ما تأتِي من الآياتِ بمَا أحبُّ ، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ لا يقدرُ على الإتيان إلا بمَا شاءَ اللهُ ، وكان قد عَلِمَ أنه لو أنْزَلَ عليهم الْمَلَكَ وكلَّ آية سألُوها لم يُؤْمِنُوا ، فلم يُنْزِلْ إلا ما تَثْبُتُ به الحجَّة عليهم ، فَتُؤْجَرُ بالصبرِ والثَّبات على الإيْمانِ بالآية . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ } ؛ أي لو شاءَ اللهُ لاضْطَرَّهُمْ إلى الإِيْمان كما قال : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [ الشعراء : 4 ] . وقيلَ : معناهُ : ولو شاءَ اللهُ لأَطْبَقَهُمْ على الْهُدَى . وقيل : لَوَفَّقَهُمْ . وقَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ } ؛ أي لاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ بتركِ الصَّبر وإظهَار الْجَزَعِ ؛ واستشعار الغَمِّ لإعراضِهم عنك ، فإن هذا من فِعَالِ الجاهلين . ويقال : معناهُ : لاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ بَمقْدُوري عليهم .