Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 65, Ayat: 2-3)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ } معناهُ : إذا قَارَبْنَ انقضاءَ عدَّتِهن فراجِعُوهن بحُسْنِ الصُّحبة قبلَ أن يَغتسِلْنَ من الحيضةِ الثالثة ، أو يترُكوا مراجعتَهن بإيفاءِ المهرِ ونفقة العدَّة حتى تنقضِي عدَّتُهن ، ولا يجوزُ أن يكون المرادُ بهذه الآية حقيقةُ بلوغِ الأجلِ لأنه لا رجعةَ بعد بلُوغِ الأجلِ الذي هو انقضاءُ العدَّة . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنكُمْ } ؛ أي أشهِدُوا على الطَّلقة والرجعةِ ذوَى عدلٍ منكم من المسلمين ، وهذا أمرُ استحبابٍ احتياطاً من التجاحُدِ ، كي لا يجحدَ الزوجُ الطلاقَ ، ولا تجحدُ المرأةُ بعد مُضِيِّ العدَّة الرجعةَ . ثم قال للشُّهود : { وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } ؛ أي ذلك الذي ذُكِرَ لكم من الأمرِ والنهي والطَّلاق والرجعةِ وإقامةِ الشَّهادة ، يوعَظُ به مَن كان يؤمنُ باللهِ ، ويصدِّقُ بالبعثِ بعدَ الموتِ ؛ لأنَّهم همُ الذين ينتفعون بالوعظِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } ؛ أي ومن يتَّقِ اللهَ بامتثالِ أوامره واجتناب نواهيه يجعَلْ له مَخْرجاً من المعصيةِ إلى الطاعةِ ، ويقالُ : من الحرامِ والشُّبهات إلى الحلالِ . وَقِيْلَ : يجعَلْ له مَخرجاً من شُبهات الدنيا ومن غمرات الموت ، ومن شدائدِ يوم القيامة ، { وَيَرْزُقْهُ } ؛ في الآخرةِ من نعيم الجنَّة ، { مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } ؛ ويقالُ : يرزقه في الدنيا من حيث لا يأمَلُ ، وعن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَنْ أكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَار جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً " . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ؛ أي من يُفَوِّضْ أُمورَهُ إلى اللهِ عالِماً واثقاً بحُسنِ تقديرهِ وتدبيره فهو كَافِيه ، لا يحتاجُ إلى غيرهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } ؛ أي مُنَفِّذُ أمرهِ ممضي إرادتهِ ، لا يُمنَعُ عمَّا يريدُ ، { قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } ؛ من أحكامه مِقداراً وأجَلاً معلوماً فلا عذر للعبد في تقصيرٍ يقعُ منه .