Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 10-10)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمْرَأَتَ نُوحٍ وَٱمْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } ؛ أي فخَالفَتاهما في الدِّين ، قال ابنُ عباس : ( مَا بَغَتِ امْرَأةُ نَبيٍّ قًطُّ ، فَأَمَّا خِيَانَةُ امْرَأةِ نُوحٍ ، فَإنَّهَا قَالَتْ لِقَوْمِهِ : إنَّهُ مَجْنُونٌ فَلاَ تُصَدِّقُوهُ ، وَأمَّا خِيَانَةُ امْرَأةِ لُوطٍ فَإنَّهَا كَانَتْ تَدُلُّ قَوْمَهُ عَلَى أضْيَافِهِ ، كَانَ إذا نَزَلَ بلُوطٍ ضَيْفٌ باللَّيْلِ أوْقَدَتِ النَّارَ ، وَإذا نَزَلَ بالنَّهَار أدْخَنَتْ لِيَعْلَمَ قَوْمُهُ أنَّهُ قَدْ نَزَلَ بهِ ضَيْفٌ ) . وقال الكلبيُّ : ( أسَرَّتَا النِّفَاقَ ، وَأظْهَرَتَا الإيْمَانَ ) ولأنَّ الخيانةَ في الفراشِ لا يجوزُ أن تكون مُرادَةً في هذه الآيةِ ؛ لأنَّها عيبٌ يرجعُ إلى الزوجِ فينَفِرُ الناسُ عنه . قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } ؛ أي لم يَدفَعَا عنهما عذابَ اللهِ ، أعلَمَ اللهُ تعالى أنَّ أحداً لا يُجزِي عن أحدٍ شيئاً ، وأنَّ الإنسان لا ينجُو إلاّ بعملهِ ، وقطعَ الله بهذه الآيةِ طمعَ مَن رَكِبَ المعصيةَ ، ورجَا أن ينفعَهُ صلاحُ غيرهِ ، وأخبرَ الله تعالى أن معصيةَ غيرهِ لا تضرُّه إذا كان مُطيعاً وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ } .