Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 11-11)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } ؛ وهي آسيَةُ بنتُ مزاحم ، كانت قد آمَنت بموسَى عليه السلام ، فلمَّا عَلِمَ فرعون بإسلامِها وتَّدَ لها أربعةَ أوتادٍ في يدَيها ورجلَيها ، ومدَّها للعذاب وشدَّها على الأرضِ بالأوتادِ ، وألقَى على صدرها صخرةً عظيمةً وألقاها في الشمسِ . فكانت الملائكةُ تُظِلُّها بأجنحتِها وأبصَرتِ الجنَّة وهي كذلكَ فقالَتْ : { رَبِّ ٱبْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي ٱلْجَنَّةِ } ، فاستجابَ اللهُ دعاءَها وألحقَها بالشُّهداء ، ولم تجدْ ألَماً من عذاب فرعون لأنَّها قالت : { وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } ؛ أي الكافرين أهلِ دين فرعون . وليس في هذه الآيةِ أنَّ فرعون قتلَها ، وقد اختُلِفَ في ذلك ، والأقربُ أنه أجابَ اللهُ دعاءَها فنجَّاها من فرعون وقومهِ . وفي قولهِ تعَالَى في الآيةِ الأُولى { وَقِيلَ ٱدْخُلاَ ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّاخِلِينَ } تخويفٌ لحفصةَ وعائشة ، كأنه قالَ لعائشةَ وحفصة لا تَكُونا بمنْزِلة امرأةِ نوحٍ ولوط في المعصيةِ ، وكُونا بمنْزِلة امرأةِ فرعون ومريمَ .