Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 146-146)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } ؛ أي سأجعلُ جزاءَ المتكبرين الذين لا يُؤمنون بالمعجزةِ الإضْلاَلَ عن الْهُدَى ، وعن معرفةِ ما أودعَ اللهُ في الكتاب يقرؤونَهُ ولا يفهمون ما أرادَ اللهُ به . وَقِيْلَ : معناهُ : سأَصرِفُهم عن الاعتراضِ على آيَاتِي بالإبطالِ ، وَقِيْلَ : معناه : سأَصرِفُ عن نَيلِ ما في آياتِي من العزِّ والكرامةِ ، ويعني بالذين يتكبَّرون في الأرضِ بغيرِ الحقِّ هم الذين يَرَونَ أنَّهم أفضلُ الخلقِ ، وأنَّ لهم ما ليسَ لغيرِهم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } ؛ معناه : وإن يَرَوا كلَّ آيةٍ تدلُّ على وحدانيَّة اللهِ ونُبوَّة الأنبياءِ لا يصدِّقوا بها ، { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ } ؛ أي سبيلَ الإِسلامِ ، { لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } دِيناً لأنفسهم ، يعني هؤلاء المتكبرين . وقرأ حمزةُ ومجاهد والأعمش والكسائيُ بالفتحِ الاستقامة في الدِّين ، والرُّشد بضمِّ الراءِ الاصلاحُ . وقرأ أبو عبدِالرحمن : ( وَإنْ يَرَواْ سَبيلَ الرَّشَادِ ) بالألفِ . وقرأ مالكُ بن دينار : ( وَإنْ يُرَواْ ) بضمِّ الياء . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ؛ يحتملُ أن يكون ذلكَ موضعَ الرفعِ على معنى أمَرَهم ذلك ، ويحتملُ أن يكون نَصباً على معنى فعل اللهُ ذلك بهم بتكذيبهم بآياتنا ، قال مقاتلُ : ( أرَادَ بقَوْلِهِ بآيَاتِنَا التِّسع ) كأنه ذهبَ إلى أنه هذا كلُّه خطابُ موسَى . قال الكلبيُّ : ( مَعْنَى { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَالْقُرْآنِ ) وذهبَ إلى أنَّ قولَهُ : { سَأَصْرِفُ } خطابٌ لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } ؛ أي عنها لاَهِينَ سَاهِينَ ، لا يتفكَّرون فيها ولا يتَّعظُونَ بها .