Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 159-159)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ } ؛ أي جماعة ؛ { يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ } ؛ يدعون إلى الحق ، { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } ؛ وبهِ يَحكُمون وهم مُؤمِنُو أهلِ الكتاب عبدُاللهِ بن سلام وأصحابهُ . ورُوي عن ابنِ عبَّاس : ( أنَّهم قومٌ من بني إسرائيلَ قِبَلَ المشرقِ ، وخَلْفَ الصِّين عند المطلعِ أُخِذُوا من بيتِ المقدسِ ، فرُمِيَ بهم هناكَ متمَسِّكين بالتوراةِ مُشتَاقِينَ إلى الإسلامِ ، يعملون بفرائضِ الله ، بيُوتُهم مستويةٌ ، والأمانةُ فيهم فاشيةٌ ، قبُورهم عند أبوابهم ، لا تَبَاغُضَ بينهم ولا تَحَاسُدَ ولا حِلْفَ ولا خيانةَ ولا كذبَ ولا غشَّ ، يعمَلون بالحقِّ فيما بينهم بلا أميرٍ ولا قاضٍ ، مرَّ بهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسرِيَ به ، فعرضَ عليهم الإسلامَ فقَبلُوهُ ) . وذكر مقاتلُ : ( أنَّ بين الصِّين وبينَهم وادِياً جارياً من رملٍ ، فيمنعُ الناسَ من إتْيانِهم واخبارِهم ، إلاَّ أنَّا لا نسمعُ أخبارَهم إلاَّ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم أخْبَرَهُ بهِ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، واخبرهُ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنَ عبَّاس . وقال السديُّ : ( هم قومٌ بينَكم وبينهم نَهْرٌ من شَهْدٍ ) . قال ابن جُرِيج : ( إنَّ بني إسرائيلَ لَمَّا قَتَلوا أنبياءَهم وكَفَرُوا ، تبَرَّأ هؤلاءِ القومُ منهم وسألوا أنْ يُفرِّقَ اللهُ بينهم وبينهم ، ففتحَ الله لهم نَفَقاً في الأرضِ ، فصَارُوا فيه سَنَةً ونصفاً حتى خرجُوا من وراءِ الصين ، فهم هناكَ مُسلمون يُصَلُّونَ إلى قِبْلَتنا ) . وقال الكلبيُّ والربيع : ( هم قومٌ خلفَ الصِّين على نَهر يجرِي على الرَّملِ سُمِّي نَهر أرْدَاف ، يُمطَرون باللَّيلِ ، يصبحُون بالنهارِ ويزرَعون ، لا يَصِلُ إليهم منَّا أحدٌ ولا منهم إلينا ، وهم على الحقِّ ، ذهبَ جبريلُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إليهِم ليلةَ أُسرِيَ به فكلَّمَهم . فقال جبريلُ : هل تعرفون هذا الذي تُكلِّمونَهُ ؟ قالوا : لاَ ، قال : هذا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم رسولُ اللهِ النبيُّ الأُمِّي ، فآمَنُوا به وقالوا : يا رسولَ اللهِ ؛ إنَّ موسَى أوصَانا فقالَ : مَن أدركَ منكُم مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم فَلْيُقْرِؤْهُ منِّي السلامَ ، فردَّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم على موسَى وعليهم السلامَ ، ثم أقرَأهم عَشْرَ سُوَرٍ من القرآنِ أُنْزلت بمكَّة ، ولم يكنُ يومئذٍ نزلت فريضةٌ غيرَ الصَّلاة والزكاةِ ، وأمَرَهم أنْ يُقيموا مكانَهم وأمَرَهم أنْ يُجَمِّعُوا ويترُكوا السَّبتَ ) .