Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 205-205)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } ؛ يجوزُ أن يكون الخطابُ في هذه الآيةِ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والمرادُ به جميعُ الخلقِ ، ويجوزَ أن يكون المعنى : واذْكُرْ ربَّكَ أيُّها المستمعُ للقرآنِ إذا تُلِيَ عليكَ . وقولهُ تعالى : { فِي نَفْسِكَ } يعني التفكُّرَ في النفسِ والتعرُّضَ لنِعَمِ اللهِ مع العلمِ بأنه لا يقدرُ عليها أحدٌ سواهُ ، وأنه متى شاءَ سَلَبَها منه . والمراد بقوله : { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ } المتكلِّم بذكرِ الله على وجهِ الخِيفَةِ بالتضرُّع إليه والمخافَةِ منه ، ولأن أفضلَ الدُّعاء ما كان خَفِيّاً على إخلاصِ وخضوعٍ لا يشوبهُ رياءٌ وسُمعَةٌ . وقولهُ تعالى { فِي نَفْسِكَ } إشارةٌ إلى الإخلاصِ . وَقِيْلَ : المرادُ بقوله : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } الذكرُ بالكلامِ الخفيِّ وبقوله : { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ } إظهار الكلامِ بالصَّوت العالِي . وقال ابنُ عباس : ( مَعْنَى { وَٱذْكُر رَّبَّكَ } يعني القراءةَ في الصَّلاة { تَضَرُّعاً } أي جَهْراً { وَخِيفَةً } أي سِرّاً { وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ } أيْ دُونَ رَفْعِ الصَّوتِ فِي خَفْضٍ وسُكُونٍ سَمِّعْ مَنْ خَلْفَكَ الْقُرْآنَ ) . وقال أهلُ المعاني : { وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ } أي اتَّعِظْ بالقرآن واعتبرْ بآياته ، واذكُر ربَّكَ في ما يأمُركَ بالطاعةِ { تَضَرُّعاً } أي تَواضُعاً وتخشُّعاً { وَخِيفَةً } أي خِيفَةً من عقابهِ . وقال مجاهدُ : ( أمَرَ أنْ يُذْكَرَ فِي الصُّّدُور ، وَأمَرَ بالتَّضَرُّعِ وَالاسْتِكَانَةِ ، وَيُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ وَالنِّدَاءُ وَالصِّيَاحُ فِي الدُّعَاءِ ) . قَوْلُهُ تَعَالَى : { بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } أي صلاةَ الغدَاةِ والمغرب والعشاء ، والأصيلُ في اللغة : ما بين العصرِ إلى اللَّيل ، وجمعهُ أُصُلٌ ، ثم آصَالٌ جَمْعُ الجمعِ ، ثم أصَائِلٌ . وَقِيْلَ : يعني { بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } : البكرَ والعِشَاةَ . وقولهُ تعالى : { وَلاَ تَكُنْ مِّنَ ٱلْغَافِلِينَ } ؛ زيادةُ تحريضٍ على ذكرِ الله عَزَّ وَجَلَّ ؛ كَي لا يَغفلَ الإنسانُ عن ذلك في أوقاتِ العبادة .