Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 53-53)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } ؛ معناه : ما ينظرُ أهلُ مكَّة إلا عاقبةَ ما وَعَدَهم اللهُ به في القُرْآنِ أنه كائنٌ ، منه ما يكونُ في الدُّنيا ؛ ومنهُ ما يكونُ في الآخرةِ . ويقالُ معناه : هل يَنْظُرُونَ إلى ما يَؤُولُ إليه أمرُهم من البعثِ والعذاب وورُودِ النَّار . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } أي يوم يأتِي عاقبةُ ما وُعِدُوا فيه ؛ وهو يومُ القيامةِ ، يَقُولُ الَّذِينَ كفرُوا وتَرَكُوا العملَ له في دار الدُّنيا : قدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبَنا بالصِّدْق في أمرِ البعثِ بعدَ الموتِ فكذبناهُم ، { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ } ؛ أي يقولونَ هذا القولَ حين يَرَوْنَ الشُّفعاءِ يشفعونَ للمؤمنين ، فيقال لَهم : ليسَ لكم شَفِيْعٌ ، فيقولون : هل نُرَدُّ إلى الدُّنيا فنُصدِّقَ الرسلَ ، ونعملَ الأعمالَ الصالحة ؟ فذلكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } . وجوابُ الاستفهامِ بالفاءِ يكونُ نَصْباً . قَوْلُهُ تَعَالَى : { قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } ؛ أي غَبَنُوا حَظَّ أنفُسِهم من الجنَّةِ ، فَوَرَثَهُمْ المؤمنونَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ؛ أي بَطَلَ عنهم فلم يَنْفَعْهُمْ وذهبَ عنهُم آلِهتُهم ؛ وهي التي كانوا يَفْتَرُونَ بها على اللهِ تعالى أنَّها شفعاؤُهم . ويقالُ : معناه : وَضَلَّ عَنْهُمْ حينئذٍ افْتِرَاؤُهُمْ على اللهِ تعالَى .