Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 15-16)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } ؛ معناه أقسِمُ برب الْخُنَّسِ ، و ( لاَ ) في هذا الموضعِ مؤكِّدَةٌ زائدةٌ ، وقوله تعالى : { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } ؛ أي الجاريةُ في الأفلاكِ ، وتَخْنُسُ في مَجراها ؛ أي ترجعُ إلى مَطالعِها في سَيرها ، ثم تستَتِرُ عند غُروبها ، فتغيبُ في المواضعِ التي تغيبُ فيها كما تُكنِسُ الظِّبَاءُ بأن تستترُ في كنَاسِها . والْخَنْسُ : هو التأخُّر ، ومنه الْخَنْسُ في الأنفِ تَأَخُّرهُ في الوجهِ ، يقال : رجلٌ أخْنَسُ والمرأة خَنْسَاءٌ ، وسُمي الأَخْنَسُ بن شَريف بهذا الاسم لتأخُّره عن يومِ بدرٍ عن أصحابهِ . ومنه الْخَنَّاسُ وهو الشيطانُ ؛ لأنه يغيبُ عن أعيُن الناسِ . والْخُنَّسُ : جمعُ خَانِسٍ ، وهي النجومُ الخمسة : زُحَلُ والمشترِي والمرِّيخُ والزُّهرة وعطاردُ ، تجرِي في الأفلاكِ وتَخْنُسُ في مجرَاها ؛ أي ترجعُ إلى مجرَاها في سيرها . ورُوي : أنَّ رَجُلاً مِنْ خَثْعَمَ جَاءَ إلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه فَقَالَ : يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الْخُنَّسُ ؟ قَالَ : ( ( ألَسْتَ رَجُلاً عَرَبيّاً ؟ ! ) ) قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ أكْرَهُ أنْ أُفَسِّرَ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ مَا أُنْزِلَ ؟ ، فَقَالَ : ( ( الْخُنَّسُ هِيَ النُّجُومُ الْخَمْسَةُ : الزُّهْرَةُ وَالْمُشْتَرِي وَبَهْرَامُ وَعَطَاردُ وزُّحَلُ ) ) . فَقَالَ : مَا الْكُنَّسُ ؟ قَالَ : ( ( مُسْتَقَرُّهُنَّ إذا انْقَبَضْنَ ، وَهُنَّ الْجَوَاري تَخْنُسُ خُنُوسَ الْقَمَرِ ، يَرْجِعْنَ وَرَاءَهُنَّ وَلاَ يَقْدُمْنَ كَمَا يَقْدُمُ النُّجُومُ ، وَلَيْسَ مِنْ نَجْمٍ غَيْرُهُنَّ إلاَّ يَطْلُعُ ، ثُمَّ يَجْرِي حَتَّى يَقْطَعَ الْمَجَرَّةَ ) ) . وَقِيْلَ : معنى خُنُوسِها أنَّها تستترُ بالنَّهار فتخفَى ، وتنكسُ في وقت غُروبها .