Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 17-21)
Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } ؛ أي إذا أقبلَ بظَلامهِ ، وَقِيْلَ : إذا أدبرَ بظَلامهِ . والعَسُّ : طلبُ الشَّيء بالليلِ ، ومنه العَسَسُ ، ويقالُ : عَسْعَسَ الليلُ إذا أقبلَ ، وعَسْعَسَ إذا أدبرَ ، وهو مِن الأضدادِ ، إلاّ أنَّ ما بعدَ هذه الآيةِ دليلٌ على أنَّ المرادَ به أدبرَ ، وهو قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } ؛ أي إذا امتدَّ ضَوؤهُ حتى يصيرَ نَهاراً بيِّناً ، ومنه تنَفَّسَ الصُّّعَدَاءَ ، ومنه امتدادُ نَفَسِ الخوفِ بالخروج من الأنفِ والفمِ . ثم ذكرَ جوابَ القسَمِ فقال : قال تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } ؛ يعني القرآنَ أتَى به جبريلُ عليه السلام من عندِ الله وهو رسولٌ كريمٌ ، فقرأهُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم . قَوْلُهُ تَعَالَى : { ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } ؛ يعني جبريلَ عليه السلام ذي قوَّة فيما كُلِّفَ وأُمِرَ به ، ومن قوَّته أنه قَلَبَ قُرى قومِ لوطٍ وهي أربعُ مدائنَ ، في كلِّ مدينةٍ أربعمائة ألف مُقاتل سِوَى الذراري ، فحمَلَهم من الأرضِ السُّفلى بقوادِمِ جناحهِ ، ورفعَها إلى السَّماء حتى سَمِعَ أهلُ السَّماء أصواتَ الدَّجاجِ ونباحَ الكلاب ، ثم قلبَها بأمرِ الله فَهَوَتْ بهم ، كلُّ هذا من غيرِ كُلفَةٍ لَحِقَتْهُ . قًوْلُهُ تَعَالَى : { عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } عند خالقِ العرش ومالكِهِ ، وَحْيُهُ رفيعُ القدر ، يقالُ : فلانٌ مَكِينٌ عند الأمينِ ؛ أي ذُو قدرٍ ومَنْزلةٍ . قَوْلُهُ تَعَالَى : { مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } ؛ أي مُطاعٍ في السَّماوات ، يطِيعهُ أهلُ السَّماوات بأمرِ الله تعالى ، يقالُ : فرضَ طاعتَهُ على أهلِ السَّماء كما فرضَ طاعةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الأرضِ على أهلِ الأرض . وقوله { أَمِينٍ } أي فيما يؤدِّي عن اللهِ إلى أنبيائهِ عليهم السَّلامُ ، حَقِيقٌ بالأمانةِ فيه ، لم يَخُنْ ولم يَخُون .